اعتبر مستهلكون استخدام منافذ بيع بعض الوسائل التسويقية مثل عبارة: «الكمية محدودة»، أو تحديد العرض بفترة قصيرة جداً، بأنه «حيل تسويقية» لدفع المستهلكين للشراء، بهدف رفع المبيعات وتحقيق زيادة في الأرباح.
واستعرضوا لـ«الإمارات اليوم» صوراً من تلك الوسائل مثل رفع سعر السلعة عن سعرها الحقيقي في التخفيضات، ليعتقد المستهلك أن قيمة الخصم كبيرة، ووضع لافتات كبيرة كتب عليها أن هذه الأسعار هي الأقل في السوق، ليكتشف المستهلك أن مستويات الأسعار متقاربة في محال تجارية أخرى، وربما أقل في بعض السلع.
وأشاروا كذلك إلى أن منافذ بيع تطرح كذلك عروضاً سعرية تكتب عليها عبارة: «كمية محدودة.. سارع إلى الشراء»، أو عبارة: «عرض ليومين فقط»، ثم يكتشف المستهلك أن العرض مستمر لفترة طويلة وبكميات كبيرة.
من جانبهما، قال مسؤولان في منفذَي بيع إن رفع السعر الأصلي قد يكون غير متعمد، ويرجع إلى خطأ من قبل موظفين، وأوضحا لـ«الإمارات اليوم»، أن منفذ البيع قد يمدد فترة العروض ويزيد الكميات المعروضة في حال وجد إقبالاً كبيراً على الشراء، مشيرين إلى أن إعلان منافذ بيع أن أسعار السلع تقل عن نظيراتها في السوق، يرجع إلى المقارنة السعرية مع منافذ أخرى تعتبرها منافسة لها، وليس للسوق ككل.
بدوره، قال خبير في شؤون التجزئة إن منافذ البيع تستخدم الجانب النفسي للمستهلك، الذي يشعر أنه حصل على خصم كبير وحقق صفقة رابحة، أو انتهز عرضاً استفاد منه عدد قليل من المستهلكين فقط، ما يجعله يتخذ قرار الشراء سريعاً.
تجارب مستهلكين
وتفصيلاً، قالت المستهلكة منى عبدالرحمن إن بعض منافذ البيع يستخدم أساليب وحيلاً تسويقية لجذب المستهلكين، وشراء بعض السلع، بهدف رفع المبيعات.
وأوضحت لـ«الإمارات اليوم» أن منفذ بيع طرح عرضاً على مقلاة كهربائية، وكتب أن سعرها انخفض من 750 درهماً إلى 545 درهماً، بفارق توفير يبلغ 205 دراهم، في وقت طرح منفذ بيع آخر عرضاً على المقلاة نفسها، ومن العلامة التجارية والموديل نفسيهما، بسعر انخفض من 620 درهماً إلى 545 درهماً، بفارق 75 درهماً، معتبرة أن منفذ البيع الأول عرض سعراً أعلى حتى تظهر قيمة الخصم أكبر.
وأضافت: «كما طرح منفذ بيع عرضاً على هاتف محمول، وكتب أن سعره أصبح 1150 درهماً بدلاً من 1500 درهم سابقاً، بفارق 350 درهماً، إلا أن منفذ بيع آخر طرح في الأسبوع نفسه عرضاً على الهاتف نفسه، وكتب أن سعره انخفض من 1320 درهماً إلى 1150 درهماً، بفارق 170 درهماً»، مؤكدة أنها اشترت الهاتف منذ من شهر واحد بـ1320 درهماً من دون تخفيض.
من جانبها، أكدت المستهلكة فدوى عبدالحكم أن منافذ بيع تستخدم أساليب وحيلاً تسويقية لجذب المستهلكين وتحفيزهم على الشراء لزيادة أرباحها، في ضوء شدة المنافسة السوقية، وأوضحت أن منافذ بيع دأبت على وضع «لافتات» في كل أرجاء المنفذ، تؤكد فيها أن أسعارها هي الأقل في السوق، وأنها تحطم الأسعار، وقالت: «اكتشفت أن أسعار العديد من السلع، خصوصاً الغذائية والأجهزة المنزلية موجودة في منافذ بيع أخرى بالأسعار نفسها، بل أسعار بعضها أقل في بعض المنافذ».
في السياق نفسه، انتقد المستهلك جاسم حسين، الأساليب التي تستخدمها بعض منافذ البيع، معتبراً أنها أساليب خطأ لدفع المستهلك للشراء.
وعرض حسين تجربته قائلاً: «طرح منفذ بيع عرضاً سعرياً على بعض الأجهزة المنزلية في ركن كبير من المنفذ، وكتب عبارة: (كمية محدودة بأسعار غير مسبوقة.. سارع إلى الشراء)، كما وضع منفذ بيع آخر لافتة على بعض الأجهزة الكهربائية الصغيرة، وكتب عليها: (عرض ليومين فقط سارع إلى الشراء)»، وتابع: «اكتشفت عن طريق صديق أن العرض في منفذ البيع مستمر منذ فترة طويلة، وأن الكميات المعروضة متوافرة بكثرة، وبانخفاض طفيف للغاية في السعر».
خطأ موظفين
إلى ذلك، قال المسؤول في أحد منافذ البيع الكبرى، يعقوب عمران، لـ«الإمارات اليوم»، رداً على الاستفسارات المتعلقة برفع السعر الأصلي للسلعة، ثم خفضه بالعروض: «قد يكون رفع السعر الأصلي غير متعمد، ويرجع إلى خطأ من موظفين صغار»، لافتاً إلى أن العروض تشمل آلاف السلع والموديلات، خصوصاً في الأجهزة الكهربائية التي تكون بعض موديلاتها متشابهة شكلاً، لكن بعضها أحدث في الإصدار، فتكون أسعارها أعلى.
وأشار عمران كذلك إلى أن صلاحية استهلاك بعض السلع تكون قاربت على الانتهاء، فيتم طرح عروض لها بأسعار أقل قبل انتهاء فترة الصلاحية.
وأكد أن المستهلكين أصبحوا أكثر وعياً وحرصاً على مقارنة الأسعار بين منافذ البيع قبل الشراء، لافتاً إلى أن منافذ البيع التي تقوم بتلك الوسائل قليلة، وتفقد مصداقيتها لدى المستهلكين، ما يؤثر في مبيعاتها على المدى الطويل.
في السياق نفسه، قال المسؤول في منفذ بيع آخر، علي داود: «تكون مدة العروض أحياناً قصيرة، لكن منفذ البيع قد يمدد فترة العرض ويزيد كمية الوحدات المعروضة إذا وجد إقبالاً على الشراء، خصوصاً في ضوء المنافسة مع منافذ البيع الأخرى، كما قد تمدد منافذ البيع العروض عندما لا تصل إلى مستوى المبيعات الذي حددته سابقاً».
وأوضح داود أن لجوء بعض منافذ البيع لكتابة أن «أسعارها أقل»، يقصد به أنها أقل من منافذ البيع المنافسة، ذلك أن المنفذ يركز على مقارنة الأسعار مع المنافذ المنافسة له، بينما قد تكون الأسعار أقل في منافذ بيع أخرى في السوق، لاسيما التي تبيع بالجملة.
خبير تجزئة: منافذ البيع «تلعب» على الجانب النفسي للمستهلك
قال الخبير في شؤون التجزئة، ديفي ناجبال، لـ«الإمارات اليوم»، إن الوسائل التي ذُكرت وتستخدمها بعض منافذ البيع مرفوضة، وتستهدف تحقيق زيادة سريعة وكبيرة في المبيعات، وعدم إعطاء المستهلك فرصة للمقارنة مع الأسعار في منافذ بيع أخرى.
وأضاف: «بعض منافذ البيع في هذه الحالات (يلعب) على الجانب النفسي للمستهلك الذي يشعر أنه حصل على خصم كبير، أو حقق صفقة رابحة، أو انتهز عرضاً استفادت منه قلّة من المستهلكين فقط، ما يجعله يتخذ قرار الشراء سريعاً، بخلاف الوضع عندما يكون الفرق بين السعر الأصلي والسعر بعد الخصم ضئيلاً، أو أن يكون العرض ممتداً لفترة طويلة».
ورأى ناجبال أن هذه «الحيل» لن تكون مفيدة على المدى الطويل، لاسيما في ظل انتشار التجارة الإلكترونية، ووسائل التواصل الاجتماعي التي نجحت في كشف بعض هذه الأساليب، وتحقيق مقارنة سعرية بين منافذ البيع.
مسؤولا منفذَي بيع:
رفع السعر الأصلي قد يكون غير متعمد، ويرجع إلى خطأ من قبل موظفين، ومنفذ البيع قد يمدد فترة العرض إذا وجد إقبالاً على الشراء أو لم يصل إلى المستوى المستهدف.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: مستهلكون ينتقدون «الحِيَل التسويقية» لرفع المبيعات وزيادة الأرباح - تليجراف الخليج اليوم الخميس 24 يوليو 2025 11:59 مساءً
0 تعليق