نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: ”دمه ما يُشترى بوعود”.. سفيان تشيع الشيخ جتوم... - تليجراف الخليج اليوم الجمعة 25 يوليو 2025 12:55 صباحاً
شيعت قبائل سفيان في محافظة عمران، اليوم الأربعاء، جثمان الشيخ القبلي البارز علي صلاح جتوم ، أحد أبرز مشايخ قبيلة ذو صميم في مديرية حرف سفيان، في موكب جنائزي مهيب تقدمه المئات من أفراد القبيلة ووجهاء ومشائخ المنطقة، تعبيرًا عن الحزن العميق والغضب الشعبي جراء مقتله على يد عناصر تابعة للميليشيا الحوثية.
وانطلق الموكب الجنائزي من مدينة صعدة ، حيث كان جثمان الشيخ جتوم محتجزًا في ثلاجة المستشفى الجمهوري منذ مقتله قبل نحو عشرة أيام، وصولاً إلى مسقط رأسه في منطقة ذو صميم بمحافظة عمران، حيث وُوري الثرى في حضور شعبي وقبلي واسع، احترامًا لمقام الفقيد ومكانته الرفيعة بين أبناء قبيلته.
وأفادت مصادر محلية وقبلية مطلعة بأن الشيخ جتوم قُتل في ظروف مروّعة، بعد أن اعترضت سيارته ليلةً إحدى الأطقم التابعة لإدارة أمن مديرية حرف سفيان، وتم صدم مركبته قبل أن يُطلق النار عليه مباشرةً وهو داخل المركبة، ما أدى إلى وفاته على الفور، قبل أن تلوذ العناصر المسلحة بالفرار.
وأشارت المصادر إلى أن الحادثة أثارت موجة غضب واسعة في أوساط قبائل سفيان، التي طالبت بمحاسبة مرتكبي الجريمة، لا سيما مع تضارب الروايات الأولية حول أسباب الحادث، قبل أن تظهر مؤشرات على أن الجريمة ناتجة عن تصرف أمني تعسفي نفذته عناصر تابعة للميليشيا.
وفي مسعى لاحتواء التوتر، عقد عدد من مشايخ قبائل سفيان، خلال اليومين الماضيين، لقاءً مع ما يُعرف بـ"مكتب السيد" – الذراع الأمني والإداري للحوثيين في المنطقة – حيث تم إبلاغهم بأن زعيم الجماعة الحوثية، عبدالملك الحوثي ، اعترف رسميًا بوقوع الجريمة على يد عناصر أمنية تابعة للميليشيا، ووصف الحادث بـ"التصرف الفردي"، وتعهد بإحالة الجناة إلى القضاء.
وبحسب المصادر، طالب المكتب القبائل بدفن الجثمان فورًا، إلا أن عددًا من المشائخ رفضوا ذلك، مصرين على ضرورة اعتقال مدير أمن المديرية والمسؤولين الأمنيين المتورطين، واحتجاز الجناة فعليًا في السجن، كشرط أساسي لقبول التسوية.
وأضافت المصادر أن سفر الصوفي ، مدير مكتب عبدالملك الحوثي، تدخل شخصيًا وقدم ضمانة مكتوبة وشفهية أمام القبائل، يتعهد فيها بإحضار الجناة وتسليمهم للنيابة خلال الأيام القليلة القادمة، وإلا فإن الضمانة تسقط، ويعود الحق للقبائل في اتخاذ ما تراه مناسبًا للرد.
وأكدت المصادر أن الاتفاق على دفن الجثمان جاء فقط بعد تقديم هذه الضمانات، مشيرة إلى أن القبائل تراقب تنفيذ الوعود عن كثب، وتُبقي خياراتها مفتوحة في حال لم يتم الوفاء بالتزامات الميليشيا.
جريمة تهدد السلم الأهلي
تُعد جريمة مقتل الشيخ جتوم واحدة من أحدث حلقات التوتر بين القبائل اليمنية والميليشيا الحوثية، التي تواجه انتقادات متزايدة بسبب سياساتها الأمنية القمعية، واستخدامها للقوة المفرطة ضد المدنيين، حتى في مناطق النفوذ التي تُعتبر موالية لها نسبيًا.
وتشير تقارير محلية إلى أن مقتل مشيخة بارزة كعلي صلاح جتوم، الذي كان يُنظر إليه كرمز للوئام القبلي والوساطة في النزاعات، قد يُفاقم من حدة الاحتقان في مديرية حرف سفيان، التي تشهد توازنًا دقيقًا بين الولاءات القبلية والسيطرة الحوثية.
مطالبات بتحقيق شفاف
في الوقت الذي تُطالب فيه قبائل سفيان بتحقيق عادل وشفاف، تُحذر جهات محلية من أن أي تسويف أو تلاعب في ملف الجريمة قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة، لا سيما في ظل تصاعد المخاوف من تآكل النسيج الاجتماعي تحت وطأة الانتهاكات المتكررة.
ويُنظر إلى هذه الحادثة على أنها اختبار حقيقي لقدرة الميليشيا على احتواء الغضب القبلي، وسط توقعات بأن تظل قضية الشيخ جتوم حاضرة في الذاكرة الجماعية لقبائل سفيان، كرمز على انتهاك كرامة المُختارين وقيادات المجتمع التقليدية.
الجناة لا يزالون طلقاء
رغم الاعتراف الرسمي بوقوع الجريمة، يُذكر أن الجناة لا يزالون طلقاء، ولم يتم الكشف عن هوياتهم أو تقديمهم للعدالة، ما يعزز الشكوك حول جدية الالتزامات التي قُدمت للقبائل، ويُبقي باب التصعيد مفتوحًا في حال لم تُتخذ خطوات عملية خلال الفترة القادمة.
0 تعليق