نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: "بنات تيك توك".. صورة الفتاة المغربية في مهب الريح بعد توالي الفضائح - تليجراف الخليج اليوم السبت 26 يوليو 2025 08:14 مساءً
تشهد صورة الفتاة المغربية في السنوات الأخيرة تحولات غير مسبوقة، دفعت شريحة واسعة من المجتمع إلى دق ناقوس الخطر، في ظل تصاعد ظواهر وسلوكيات ترتبط أساساً بما يُعرف اليوم بـ"بنات تيك توك"، اللواتي تحوّلن إلى موضوع دائم للتعليقات الساخرة والانتقادات اللاذعة على مواقع التواصل الاجتماعي.
فبين من يعتبرهن رمزاً للتحرر والتمرد على الصور النمطية، ومن يراهن تجسيداً لانهيار القيم الأخلاقية، تجد الشابة المغربية نفسها اليوم محاصَرة بين مطرقة الانتقادات وسندان التعميم القاتل.
ففي زمن قريب، كانت صورة الفتاة المغربية ترتبط بالحشمة والحياء والجدية في الدراسة أو العمل، غير أن صعود مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً "تيك توك" و"إنستغرام"، غيّر قواعد اللعبة.
فاليوم، أصبحت الشابة التي توثق تفاصيل حياتها الخاصة، وترقص على إيقاع "الترند"، وتتحدى المجتمع بلباسها وكلامها، هي من تحصد الشهرة والمتابعة، حتى ولو كان ذلك على حساب السمعة والاحترام.
يقول محمد، وهو أستاذ في التعليم الثانوي، إن أغلب الفتيات يحاولن فقط تقليد ما يرونه في المنصات الرقمية، دون وعي بالنتائج.
"تلميذاتي الصغيرات أصبحن يتحدثن عن التجميل و"البوتوكس" و"تصوير المحتوى" أكثر مما يتحدثن عن الدراسة أو المستقبل"، يقول بأسف.
في المقابل، ترى سلمى، شابة في العشرينات من عمرها، أن المجتمع يبالغ في الأحكام الجاهزة، مضيفة: "ليس كل من نشرت صورة أو فيديو أصبحت "منحرفة".. نحن فقط نعبر عن أنفسنا بحرية، وكل شخص مسؤول عن سلوكياته".
يرى مختصون اجتماعيون أن خطورة الظاهرة تكمن في كونها خلقت فجوة بين الأجيال، ورسّخت نظرة سطحية تجاه الفتاة المغربية.
فالمجتمع أصبح يصنّف الفتيات بناء على صورهن في "الستوري" أو "البروفايل"، وليس على أساس أخلاقهن أو مستواهن التعليمي أو مساهمتهن المجتمعية.
وتقول الباحثة في علم الاجتماع ن. العلوي: "ما يقع اليوم هو حرب صامتة على صورة الفتاة، تُشنّ بأدوات رقمية: تنمر، شائعات، تسريبات.. والضحية في النهاية هي الفتاة نفسها، سواء كانت محافظة أو متحررة".
يتساءل الكثيرون: من المسؤول عن تشويه صورة الفتاة المغربية؟ هل هو الإعلام الجديد؟ أم غياب التوعية في الأسرة والمدرسة؟ أم أن الفتيات أنفسهن يتحملن جزءاً من المسؤولية؟
وفي ظل غياب إعلام تربوي هادف، وهيمنة المحتوى السطحي، واستقالة الأسرة من دورها التوجيهي، تبدو الفتاة المغربية وكأنها تُترك لمواجهة موجة رقمية شرسة بمفردها، في غياب أي درع واقٍ.
0 تعليق