شهد شاطئ "بالما" الشهير بجزيرة مايوركا الإسبانية حالة من الذعر، منتصف الأسبوع الجاري، بعدما تعرّضت سائحة إيطالية مسنّة لهجوم دموي من طرف كائن بحري غامض، في حادث نادر وصف بـ"غير المسبوق" من طرف فرق الإنقاذ.

السائحة البالغة من العمر 85 سنة تفاجأت وهي تسبح قرب الشاطئ بعضة عنيفة في ساقها اليسرى، لتخرج من الماء وهي تنزف بغزارة وسط صدمة المصطافين. قوة العضة تسببت في تمزق جزء كبير من جلد الساق، غير أن الأنسجة العضلية ظلت سليمة، وفق ما أكدته الشرطة المحلية.

المصطافون الذين كانوا شاهدين على الحادث صُدموا من كمية الدم، خاصة وأن الضحية كانت تتناول أدوية مميعة للدم (مضادات تخثر)، ما زاد من خطورة النزيف. 

وقالت المنقذة "مارتينا" التي كانت تراقب الشاطئ: "لم أر في حياتي إصابة بهذا الشكل هنا، لا عضات ولا تمزقات كهذه من قبل"، مؤكدة أن حقيبة الإسعافات الأولية لم تكن مجهزة لحالة بهذه الخطورة، ما اضطرها إلى طلب تدخل عاجل للإسعاف.

هذا، وتم نقل السائحة على وجه السرعة إلى مصحة خاصة بعد تلقيها إسعافات أولية، في حين سارعت فرق الإنقاذ إلى إخلاء الشاطئ والقيام بتمشيط دقيق للمياه بحثا عن الحيوان المهاجم، دون العثور على أي أثر له، وبعد ساعة من الحادث، تم السماح مجددا بالسباحة.

وفي الوقت الذي راجت فيه فرضيات أولية تشير إلى أن مهاجم السيدة قد يكون قرشا، فإن تحليل آثار العضة رجّح فرضية أن يكون "التاسيرغال" أو "السمكة الزرقاء" هو الجاني، بسبب غياب بصمات واضحة للأسنان.

في المقابل، لم يستبعد خبراء بحريون أن يكون الحيوان المهاجم من فصيلة "البالِست" المعروفة بسلوكها العدواني، والتي بدأت تتكاثر بشكل لافت في مياه جزر الباليار خلال السنوات الأخيرة.

الواقعة أثارت حالة من القلق في صفوف السياح والمصطافين، خاصة وأنها تسجل في منطقة تُعتبر من أكثر الشواطئ أمانا في إسبانيا، مما يُعيد النقاش حول التغيرات المناخية وتأثيرها على سلوك الحياة البحرية.