اهتزّ ميناء مليلية المحتلة على وقع تراجع غير مسبوق في حركة المسافرين والسيارات خلال موسم "عملية مرحبا"، ما أثار قلقاً عميقاً في أوساط المسؤولين المحليين على رأسهم رئيس الهيئة المينائية، مانويل كيبيدو، الذي دق ناقوس الخطر بشأن الخسائر التي لحقت بالبنية الاقتصادية للميناء.

وبحسب ما أوردته وسائل إعلام محلية، فقد تراجعت أعداد المسافرين والعربات بنسبة 34 بالمئة مقارنة مع العام الماضي، وهو ما يشكل نكسة كبيرة لميناء كان إلى وقت قريب يُعد من المعابر الرئيسية لحركة الجالية المغربية المقيمة بأوروبا.

وما زاد الطين بلة، حسب نفس المصادر، هو الانتعاش المتزايد الذي تعرفه خطوط الناظور والحسيمة، التي تسجل أرقاماً متصاعدة في أعداد العابرين، مما جعل ميناء مليلية يخسر الآلاف من الزبناء وعائدات هامة من العملية الصيفية التي تُعتبر رئة اقتصادية حيوية للمدينة المحتلة.

كيبيدو لم يُخفِ صدمته حين قال: "فقدنا قرابة 7000 سيارة، وانخفض عدد الركاب بنفس النسبة تقريباً، وهذا أثر بشكل مباشر على مداخيلنا واستقرار سلسلة الخدمات اللوجيستيكية المرتبطة بالميناء"، وأوضح أن المحطة البحرية تكبدت خسائر تصل إلى 190 ألف يورو حتى الآن، دون احتساب الخسائر الثانوية التي ما زال العمل جارياً لحصرها.

والمفارقة المؤلمة، حسب المسؤول الإسباني، تكمن في أن المصاريف لم تنخفض رغم انهيار عدد الوافدين، حيث قال: "عدد أعوان الأمن لم يتغير، والخيام منصوبة ككل عام، والتجهيزات نفسها، لكن المستخدمين باتوا أقل بكثير"، في إشارة إلى أزمة باتت تهدد مستقبل الميناء الذي بدأ يفقد بريقه لصالح موانئ مغربية صاعدة بقوة.