تشهد مدينة طنجة تطورات مثيرة في قضية استغلال جنسي لقاصرات، بطلها صاحب وكالة عقارية يُشتبه في تورطه في استدراجه لفتيات قاصرات بشكل متكرر داخل مقر الوكالة التي يديرها. 

وبدأت خيوط القضية بالظهور بعد اختفاء فتاة قاصر، لتكشف التحقيقات في اختفائها لاحقاً عن شبكة من الانتهاكات الجنسية ارتكبت في نفس المكان ضد فتيات أخريات.

وحسب المعطيات المتوفرة، فإن الفتاة التي فجّرت القضية، وفق تفاصيل الملف التي وردت خلال جلسة محاكمة المتهم يوم أمس الثلاثاء، اختفت لأشهر قبل أن تعود لبيتها ثم تختفي مجدداً بشكل مريب بعدما حاولت والدتها عرضها على طبيب للتأكد من سلامتها، ما دفع الأخيرة إلى تقديم شكاية رسمية حول الأمر. 

ومع تعمق البحث، ظهرت شهادات جديدة من أسر فتيات أخريات، تحدثن عن تعرض بناتهن لاعتداءات مماثلة داخل شقة يُعتقد أنها كانت مخصصة لإيواء الضحايا بعد استدراجهن من الوكالة المتخصصة في كراء الشقق.

وتضيف المصادر، أن المتهم وهو رجل مسن في عقده السابع، يواجه تهما ثقيلة تتعلق بالاتجار بالبشر والتغرير بقاصرات والاعتداء الجنسي، في ظل شكايات مباشرة من ثلاث أسر على الأقل. وتشير المعطيات إلى أن المتهم كان يعرض على الفتيات مبالغ مالية مقابل علاقات جنسية، مع توقيعهن على التزامات بعدم تقديم شكايات ضده.

ورغم الأدلة المتزايدة، والشكايات ضده، واصل المتهم خلال جلسة محاكمته إنكار التهم الموجهة إليه، مدعيا أن الفتيات كن يزرن وكالته بإرادتهن بسبب ما وصفه بـ”جاذبية المكان” و كثرة “المرايا” به، وأن المال الذي قدم لهن نابع من حسن نيته فقط. 

هذا، وتبقى الكلمة الأخيرة والفاصلة في هذه القضية المتشعبة للقضاء، خاصة وأنها  أثارت الكثير من الجدل في الأوساط الطنجاوية.