متابعات- تليجراف الخليج

توقعت وزارة الصحة الاتحادية حدوث تراجع كبير في معدلات الإصابة بالملاريا، إلى جانب انخفاض مستويات انتشار عدد من الأمراض الأخرى المرتبطة بناقلات الأمراض، وذلك عقب تنفيذ الحملة القومية الشاملة الثانية لتوزيع الناموسيات المشبعة في الولايات السودانية.

حملة قومية لتعزيز الحماية من الملاريا وحمى الضنك

وأكد الأستاذ حمزة سامي الجاك، مدير إدارة المكافحة المتكاملة لنواقل الأمراض بالوزارة والمشرف الاتحادي على الحملة، أن البرامج المصاحبة للحملة تمضي بصورة جيدة، حيث تشمل تدريب الكوادر الصحية والتأهيل الفني، إلى جانب الترتيبات اللوجستية والفنية اللازمة لتوزيع الناموسيات على نطاق واسع.

وأوضح الجاك في تصريح خاص لـ(سونا) أن الحملة تستهدف توزيع 16 مليون ناموسية مشبعة في 14 ولاية سودانية، بتمويل قدره 57.5 مليون دولار، مقدم من صندوق الدعم العالمي ومنظمة اليونيسف، وهو ما يمثل أكبر عملية تدخل وقائي من نوعها منذ اندلاع الحرب في البلاد.

الناموسية سلاح رئيسي في مكافحة الملاريا

وأشار الجاك إلى أن توزيع الناموسيات المشبعة يعتبر أحد الاستراتيجيات الأساسية لمكافحة نواقل الأمراض، خاصة مرضي الملاريا وحمى الضنك، حيث أثبتت الدراسات العلمية أن الناموسيات المشبعة تساهم في خفض نسب الإصابة بهذه الأمراض بنسبة كبيرة، خصوصًا في المناطق المعرضة لتكاثر البعوض خلال فصول الأمطار.

وأكد الجاك أن المعينات والمعدات الخاصة بالحملة متوفرة وجاهزة بشكل كامل، وتشمل كميات ضخمة من الناموسيات، ومضخات رش، وميزانيات تشغيلية لضمان الوصول إلى كل المستهدفين في المناطق المحددة بالحملة.

الولايات المستهدفة في المرحلة الأولى

وأوضح المسؤول الاتحادي أن المرحلة الأولى من الحملة تستهدف خمس ولايات تُعد من أكثر المناطق تأثرًا بالأوبئة، وهي:

• ولاية القضارف
• ولاية النيل الأزرق
• ولاية النيل الأبيض
• ولاية شمال كردفان
• ولاية جنوب كردفان

وتمتد هذه المرحلة من 28 أبريل وحتى 6 يونيو 2025، على أن يتم التوسع في التوزيع ليشمل بقية الولايات خلال المراحل التالية.

الحملة في ظل التحديات الأمنية

ونبه الجاك إلى أن تنفيذ الحملة يأتي في ظروف استثنائية معقدة تشهدها البلاد بسبب الحرب والصراعات الأمنية، ما أدى إلى ضعف برامج المكافحة الروتينية للملاريا والأمراض المنقولة بواسطة البعوض في معظم الولايات، وبالتالي فإن هذه الحملة تعتبر جهدًا استراتيجيًا لتعويض النقص وتقديم تدخل وقائي فاعل في ظل الظروف الراهنة.

وأضاف أن وزارة الصحة الاتحادية تسعى عبر هذه الحملة إلى تقليل نسب الوفيات المرتبطة بالملاريا، خاصة بين النساء الحوامل والأطفال دون سن الخامسة، وهي الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالمضاعفات الخطيرة.

جهود وطنية لحماية ملايين المواطنين

تمثل الحملة القومية الثانية لتوزيع الناموسيات المشبعة واحدة من أبرز التدخلات الوقائية في القطاع الصحي السوداني للعام 2025، حيث تُعزز فرص السيطرة على الملاريا وتمنع تفشي موجات جديدة من حمى الضنك وغيرها من الأمراض الوبائية في ظل تدهور النظام الصحي الناتج عن الحرب.

وتأتي هذه الحملة كجزء من شراكة استراتيجية بين وزارة الصحة السودانية والمنظمات الدولية مثل صندوق الدعم العالمي واليونيسف، بهدف حماية ملايين المواطنين في الولايات المنكوبة صحياً وأمنياً