سلاح "الكيان الصهيونيّ" الأقوى! #عاجل - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: سلاح "الكيان الصهيونيّ" الأقوى! #عاجل - تليجراف الخليج اليوم الأحد الموافق 25 مايو 2025 08:13 مساءً

كتب: كمال ميرزا

في الأخبار أنّ الكيان الصهيونيّ قد دفع بجميع ألوية مشاته ودروعه النظاميّة إلى قطاع غزّة ضمن ما تُسمّى عمليّة "عربات جدعون" الهادفة إلى إعادة احتلال القطاع واستكمال مخطّط التهجير.

مثل هذا الخبر يدفعك للتساؤل: بعد أكثر من سنة ونصف على انطلاق معركة "طوفان الأقصى" المباركة، وحرب الإبادة والتهجير "الصهيو-أمريكيّة" المُمنهجة، ما هو السلاح الأقوى بيد الكيان الصهيونيّ؟!

ليس تفوّقه الكميّ في عدد القوّات وحجم السلاح والعتاد والذخائر..

وليس تفوّقه النوعيّ في طبيعة السلاح والعتاد والذخائر..

وليست التكنولوجيا الفائقة وتسخيره آخر تطبيقات الحرب الإلكترونيّة والذكاء الاصطناعيّ..

وليس سلاح جوّه واستفراده بالأجواء..

وليست أجهزته الاستخباراتيّة وقدرتها على التجسس والاختراق وتجنيد العملاء..

وقطعاً قطعاً ليست عبقريّة جنرالاته، وبسالة وشجاعة وكفاءة جنوده..

وليس الدعم الأمريكيّ والغربيّ غير المحدود الذي يتلقّاه..

وليست جسور التزويد الجويّة والبحريّة والبريّة التي لم تنقطع لدقيقة واحدة عنه..

وليست المليارات التي تُمنح له مجاناً (على حساب الأجاويد) لدعم اقتصاده ومنع انهيار عملته..

وليس الغطاء السياسيّ الذي تمنحه إياه الدبلوماسيّة الأمريكيّة والغربيّة القذرة، والغطاء الدعائيّ الذي تمنحه إياه ماكينة الإعلام الشيطانيّة..

جميع ما تقدّم عوامل تابعة ومعزّزة، وجميع ما تقدّم لم يمكّن الكيان حتى هذه اللحظة من تحقيق الحسم أمام خصم لا يمتلك أيّاً من المقوّمات أعلاه!

سلاح الكيان الصهيونيّ الأقوى ظهره المُؤمَّن!

والكلام هنا ليس من قبيل المجاز أو الاستعارة، بل المقصود هو المعنى الحرفيّ للكلام!

عندما يقوم جيش ما بسحب كامل قواته النظاميّة من كافة مناطق تمركزها، وممّا يُفترَض أنّها خطوط تماس محتملة، ويحشدها جميعها في منطقة جغرافيّة "داخليّة" محصورة ومحدودة.. فهذا مؤشّر على أنّ هذا الجيش يأمن خطوط تماسه تماماً، ولا يعتبرها مصدر تهديد قائم أو محتمل مع أنّه يعيش عمليّاً حالة حرب، ويرى أنّ قوات احتياطه ودوريّاته الاعتياديّة أكثر من كافية من أجل حراسة وتأمين هذه الخطوط!

والجيوش لا تبني قراراتها على أمانيّ ومشاعر ورجاءات، بل تبنيها على معلومات وحقائق وضمانات؛ بمعنى أنّ الكيان حين يتصرّف بمنطق مَن أمِنَ ظهره فلأنّ هذا يمثّل بالنسبة له حقيقةً ماديّةً ومُعطىً حسيّاً على الأرض.

بكلمات أخرى، سلاح الكيان الصهيونيّ الأقوى، والذي يمنحه ميزة تفضيليّة في هذه المرحلة، هو قدرته على أن يحشد جميع قواته النظاميّة، وأنّ ينقض بكامل وحشيته وعدّته وعتاده على غزّة وأهلها.. وهو مطمئن أشدّ الاطمئنان أنّ ظهره محميّ، وأنّ رصاصةً واحدةً لن تُطلق عليه من الخلف مهما فعل، ومهما أوغل في دماء غزّة وأوصالها وأشلائها!

أمّا بالنسبة لغزّة فإنّ رهانها حتى هذه اللحظة كان وما يزال يعتمد على قوّة "عمودها الفقريّ"، أي صمود وثبات أهلها الذاتيّ والتفافهم حول مقاومتهم الباسلة.. لماذا؟ لأنّ العرب والمسلمين الذين يُفترض أن يكونوا "ظهر" غزّة وسندها قد خذلوها وتنصُلوا منها، ومنهم الذين يتواطأون ضدّها ويُظاهرون عليها!

كلمة "ظهير" في القرآن الكريم وردت في ستة مواضع مختلفة، ولا موضع من هذه المواضع يمكن أن تلتمس فيه صراحةً أو تأويلاً العذر للأنظمة العربيّة والإسلاميّة، سواء في موقفها من الكيان الصهيونيّ والتزامها بأمنه وأمانه، أو موقفها من غزّة وفصائل مقاومتها التي ترفض الأنظمة للآن مجرد الاعتراف بها كحركّات تحرّر وطني مشروعة!

ما بين الآية (17) من "سورة القصص" التي يوردها الله تعالى على لسان سيدنا موسى:

((قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ))..

والآية (55) من "سورة الفرقان":

((وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنفَعُهُمْ وَلا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا))..

يكمن سرّ السلاح الأقوى بيد الكيان الصهيونيّ في هذه المرحلة من الصراع!

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق