نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: أرض سودانية لسكان غزة مقابل الاعتراف بحميدتي.. كواليس أخطر اتفاق - تليجراف الخليج اليوم الأحد 25 مايو 2025 09:32 مساءً
متابعات- تليجراف الخليج
كشفت مصادر دبلوماسية مصرية وقطرية مطلعة على مفاوضات وقف العدوان على غزة، عن تحركات إماراتية نشطة تهدف إلى إعادة إدماج قائد مليشيا الدعم السريع، محمد حمدان دقلو “حميدتي”، في المشهد السياسي السوداني، من خلال صفقة تشمل عرضًا قدمه حميدتي للإدارة الأمريكية يتضمن استعداده لتوطين مئات الآلاف من سكان غزة في مناطق خاضعة لسيطرته في دارفور، مقابل اعتراف أمريكي بشرعيته.
خطة تهجير سكان غزة تفتح أبواب تحركات خفية
بحسب مصدر قطري مطلع، فإن التحركات الإماراتية تأتي في سياق الخطط الأمريكية التي تبحث عن حلول لتوطين سكان غزة خارج الأراضي الفلسطينية، وهي خطة لطالما أثارت الجدل والرفض الإقليمي والدولي. وأوضح المصدر أن العرض الذي يطرحه حميدتي تم تقديمه عبر قنوات غير رسمية بوساطة إماراتية، في محاولة لإقناع واشنطن بإعادة النظر في موقفها من قائد الدعم السريع، خصوصًا بعد التراجع الميداني الكبير الذي مُنيت به قواته أمام الجيش السوداني في عدة مناطق.
رفض عسكري سوداني قاطع لأي تفاهمات بشأن التوطين
وأشار الدبلوماسي القطري إلى أن بعض الأطراف الإقليمية حاولت مؤخرًا إقناع المؤسسة العسكرية السودانية ومجلس السيادة الانتقالي بفتح قناة اتصال غير معلنة مع الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية، لبحث إمكانية تنفيذ مشروع توطين سكان غزة في السودان، إلا أن هذه المحاولات قوبلت برفض قاطع من الجيش السوداني، مدعومًا بموقف شعبي رافض تمامًا لأي خطط من هذا النوع.
وساطة إماراتية سرية بين حميدتي وواشنطن
وفي السياق ذاته، كشف مصدر مصري مطلع على مفاوضات وقف القتال في غزة أن وساطة إماراتية نشطة تجري حاليًا بين حميدتي والإدارة الأمريكية، بهدف تأمين دعم سياسي وشرعي له مقابل قبوله بخطة التوطين، مع ضمانات أمنية واقتصادية تتكفل بها أبوظبي.
وبحسب المصدر، فإن الإمارات تعرض عبر هذه الوساطة دعمًا عسكريًا وماليًا كبيرًا لقائد مليشيا الدعم السريع، في محاولة لإعادة تلميعه أمام المجتمع الدولي، رغم الاتهامات التي تلاحقه بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في السودان، خصوصًا في إقليم دارفور.
واشنطن لا تستبعد الخطة لكنها لا تفضلها حاليًا
ورغم أن الإدارة الأمريكية، بحسب ما نقله المصدر المصري، أعربت عن صعوبة تنفيذ هذا “المسار تحديدًا” في المرحلة الراهنة، بسبب التعقيدات الأمنية والسياسية والإنسانية المحيطة به، إلا أنها لم تستبعده نهائيًا، وتُبقي عليه كخيار بديل يمكن العودة إليه لاحقًا إذا تعثرت المسارات الأخرى.
هذا التوجه الأمريكي، وإن لم يُعتمد رسميًا بعد، يعكس موقفًا براغماتيًا لا يستبعد استخدام أوراق بديلة في حال انسداد الأفق في المسارات التقليدية، خصوصًا أن التصعيد العسكري المستمر في غزة لم يفتح حتى الآن نافذة جدية لحل دائم يرضي جميع الأطراف.
أبوظبي تسعى لاستثمار تراجع حميدتي ميدانيًا لصالحها
وتحاول أبوظبي، وفقًا للمصادر، استثمار تراجع الدعم السريع في الميدان لصالح إعادة تموضعه سياسيًا، مستغلة نفوذها الكبير داخل دوائر القرار الأمريكي، للضغط باتجاه إعادة دمجه ضمن الخارطة السودانية، مقابل مشاركته في تنفيذ خطط التوطين، التي تلاقي رفضًا عربيًا وإسلاميًا واسعًا، لكن بعض العواصم تسعى لتمريرها عبر اتفاقات وصفقات سرية.
مواقف الشارع السوداني والقوى المدنية ترفض المشروع بالكامل
في المقابل، تؤكد مصادر سياسية من داخل السودان أن الموقف الشعبي تجاه أي خطة لتوطين غير السودانيين، خصوصًا من خارج القارة، هو موقف رافض تمامًا، خاصة في ظل هشاشة الوضع الأمني والاقتصادي، وتفاقم أزمة النزوح الداخلي نتيجة الحرب الدائرة، وهو ما يجعل السودان غير مؤهل، لا لوجستيًا ولا إنسانيًا، لاستيعاب موجات جديدة من التهجير.
قراءة في المشهد: هل يُستخدم حميدتي كورقة في الصفقة الكبرى؟
تشير التحركات الأخيرة إلى أن الإمارات قد تسعى لاستخدام حميدتي كورقة تفاوضية في الصفقة الأكبر التي تسعى واشنطن إلى صياغتها في الإقليم، متجاهلة حقيقة أن الدعم الشعبي والشرعية الداخلية في السودان لا يمكن فرضها عبر قرارات من الخارج، كما أن أي محاولة لفرض توطين سكان غزة خارج أرضهم ستُواجه بمقاومة عنيفة على المستويين الشعبي والسياسي.
سيناريوهات مفتوحة واستقطاب إقليمي متصاعد
يبقى المشهد مفتوحًا على عدة احتمالات، أبرزها تعقّد الموقف أكثر مع اشتداد المعارك في السودان، واستمرار العدوان على غزة، وتصاعد التحركات الدبلوماسية الخفية التي تسعى إلى فرض حلول تتناقض مع حقوق الشعوب وسيادتها. وبينما تسعى بعض العواصم لصياغة ترتيبات جديدة في المنطقة، تبقى حقيقة واحدة ثابتة: لا حل دائم دون توافق شعبي وإقليمي حقيقي يحترم السيادة والكرامة.
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.
0 تعليق