موسم عربي يروي ما عجزت عنه الإحصاءات - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: موسم عربي يروي ما عجزت عنه الإحصاءات - تليجراف الخليج اليوم الأربعاء 28 مايو 2025 01:14 صباحاً

في الوقت الذي أصدر فيه الاتحاد الدولي للتأريخ والإحصاء «IFFHS» تصنيفه السنوي لأفضل أندية العالم عن الفترة الممتدة بين مايو 2024 وأبريل 2025 كانت الساحة الكروية العربية تشهد تحولات كبيرة، تعيد رسم ملامح المنافسة القارية، وتبرز الأندية العربية بوصفها أطرافاً لا يستهان بها في السباق.

في هذا التصنيف تصدّر ريال مدريد القائمة بـ 490 نقطة، يليه برشلونة بـ 434 نقطة، ثم إنتر ميلان بـ 390 نقطة، أما على مستوى الأندية العربية فقد كان ترتيبها متأخراً نوعاً ما.

حيث جاء الأهلي المصري في المركز 46 عالمياً برصيد 226 نقطة، يليه بيراميدز في المركز 48 «222.5 نقطة»، ثم الزمالك في المركز 66 «183 نقطة»، والأهلي السعودي في المركز 67 «182.25 نقطة»، وأخيراً الهلال في المركز 76 «175.75 نقطة».

ورغم هذه المراكز التي قد تبدو متأخرة نسبياً في قائمة تطغى عليها الأندية الأوروبية فإن التطورات الميدانية، التي شهدتها الساحة الكروية خلال الأيام التالية مباشرة لصدور التصنيف، أظهرت أن لغة الأرقام وحدها لا تكفي لقراءة الواقع.

بعد صدور التصنيف كانت بعض الأندية العربية قد تجاوزت بداياتها المتعثرة، وبدأت تصنع نهاية موسم استثنائية، مسجّلة قفزات فنية وإنجازات لم يعكسها الترتيب بشكل دقيق، ففي غضون أيام توج الأهلي السعودي بلقب قاري.

واقترب بيراميدز من مجد أفريقي تاريخي، بينما حجز الهلال مقعده بين كبار آسيا، وواصل الأهلي المصري زحفه نحو لقب محلي جديد، تحولات متسارعة بينت أن التصنيفات الإحصائية مهما بلغت دقتها تظل لحظية، وقد تعجز عن مواكبة ما يحدث في الميدان.

بطل جديد

جاء الإنجاز الأبرز من السعودية، حيث دوّن النادي الأهلي اسمه بأحرف ذهبية في سجل القارة الآسيوية، بعد أن تُوج بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة للمرة الأولى في تاريخه، عقب فوزه على كاواساكي فرونتال الياباني بثنائية نظيفة في النهائي، الذي أقيم على ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية في جدة، لم يكن الانتصار عادياً، بل جاء بعد محاولتين سابقتين، خسر فيهما النهائي عامي 1986 و2012، وتحقق اللقب دون أي خسارة طوال البطولة، ليضع الأهلي السعودي ضمن نخبة الأندية، التي أحرزت اللقب بسجل خالٍ من الهزائم.

عودة بطل

في مصر واصل الأهلي هيمنته المحلية، حيث بات على أعتاب حسم لقب الدوري المصري الممتاز، بعد موسم بدأه الفريق بشكل متعثر، وشهد صراعاً محموماً على القمة، اتسم بتقلبات اللحظات الأخيرة، ورغم تصدره التصنيف العربي وفق الاتحاد الدولي للتأريخ والإحصاء برصيد 226 نقطة فإن هذا المركز جاء نتيجة تراكم إنجازات ومشاركات قارية ومحلية، وليس بالضرورة انعكاساً دقيقاً لوضع الفريق في منتصف الموسم.

حين كان يمر بمرحلة صعبة، ويواجه خطر الخروج بموسم صفري، فقد ودع بطولة دوري أبطال أفريقيا من الدور نصف النهائي أمام صن داونز، كما غاب عن النسخة الحالية من بطولة كأس مصر، بسبب عقوبة انسحابه من نسخة الموسم الماضي، ما جعله خارج حسابات أي بطولة محلية أخرى باستثناء الدوري.

وكان بيراميدز الطرف الأفضل محلياً هذا الموسم، متصدراً جدول الدوري لفترات طويلة، بينما كان الأهلي يبحث عن الاستقرار الفني عقب رحيل المدرب السويسري، مارسيل كولر، وتولى المهمة المدرب المصري الشاب عماد النحاس، ليقود الفريق إلى سلسلة من الانتصارات المتتالية، أعادته إلى الصدارة.

في المقابل تعثر بيراميدز في محطتين حاسمتين، بخسارته أمام فاركو بنتيجة 2 - 3، ثم أمام البنك الأهلي بنتيجة 2 - 4، ليفقد الصدارة في المنعطف الأخير، ومع تبقي جولة واحدة فقط يتصدر الأهلي الترتيب بفارق نقطتين عن بيراميدز، ليصبح قاب قوسين أو أدنى من تتويج مستحق يكلل رحلة العودة، ويعزز إرثه كونه أكثر الأندية تتويجاً في تاريخ الكرة المصرية والعربية.

حلم قاري

المفاجأة السارة جاءت من بيراميدز، الفريق الذي خطف الأنظار في السنوات الأخيرة، وها هو اليوم يسجل محطة جديدة في تاريخه بوصوله إلى نهائي دوري أبطال أفريقيا للمرة الأولى، ليؤكد جدارته بالوجود بين كبار القارة.

وخاض الفريق، أول من أمس، مباراة الذهاب أمام صن داونز في جنوب أفريقيا، ليعود إلى القاهرة بنتيجة 1-1 تمنحه أفضلية نسبية قبل موقعة الإياب الحاسمة في القاهرة الأول من يونيو المقبل، ويكفي بيراميدز الخروج بالتعادل السلبي للتتويج بأول لقب قاري في تاريخه، وهو ما يجعل الحلم مشروعاً أكثر من أي وقت مضى.

ورغم انشغاله بالنهائي يخوض الفريق أيضاً سباقاً محلياً على لقب الدوري المصري، إذ يستعد لمواجهة سيراميكا كليوباترا 28 مايو الجاري، في توقيت متزامن مع لقاء الأهلي أمام فاركو. الفوز وحده لن يكون كافياً لبيراميدز، بل سيرتبط مصيره بتعثر الأهلي، الذي يتقدم حالياً بنقطتين، ما يضاعف من أهمية كل دقيقة قادمة في موسم قد يكون تاريخياً.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق