كرّس الصيني غو يوبينغ، البالغ من العمر 42 عاماً، سبع سنوات من حياته في عزلة بين جبال مقاطعة يونان جنوب غرب الصين، ليبتكر 300 مركبة يدوية الصنع فريدة من نوعها، بعضها قادر على الطفو فوق الماء، والبعض الآخر يمكنه تسلق التضاريس الوعرة والمنحدرات الحادة، وقد نالت هذه الابتكارات اهتماماً واسعاً عبر الإنترنت، وأثارت إعجاب الملايين بفرادتها وقدراتها.

وينحدر يوبينغ من مقاطعة هيلونغجيانغ في شمال شرق الصين، وقرر الانتقال إلى منطقة جبلية نائية عام 2018 بعد سلسلة من التجارب التجارية الفاشلة.

وكان يعمل سابقاً في مجال التصنيع، لكنه شعر بالإحباط من نمط الإنتاج التقليدي وروتينه، لينطلق برصيد مالي متواضع لا يتجاوز 30 ألف يوان (نحو 4200 دولار) نحو مغامرة جديدة في عالم الابتكار اليدوي.

ما يجعل قصة يوبينغ أكثر إلهاماً أنه علّم نفسه بنفسه المهارات اللازمة لصناعة هذه المركبات، مثل اللحام، والبرمجة، وتجميع الآلات، مستخدماً قطعاً من الخردة، ومكونات دراجات نارية مستعملة، ومخلفات البناء، ليصنع مركبة جديدة كل أسبوع.

ومن أبرز ابتكاراته مركبة مجنزرة متعددة العجلات قادرة على صعود منحدرات بزاوية 45 درجة، واجتياز خنادق بعرض 1.5 متر، وتجاوز الأراضي غير الممهدة، وتتميز هذه المركبة بتحولها إلى سرير قابل للطي يمكن النوم عليه حتى أثناء الحركة فوق الأدراج أو التضاريس الصعبة.

كما صمم أيضاً مركبة فريدة تُعرف بـ«مكتب العمل المتنقل»، تحتوي على مكتب مدمج، وكرسي مريح، وإضاءة طاولة، ما يعكس مفهوم «العمل من أي مكان»، وهي مزودة كذلك بشواية مدمجة، وجهاز صيد أسماك، ويمكنها الطفو على الماء، ما يجعلها وسيلة مثالية للعمل والاسترخاء في الوقت نفسه.

ويوثّق يوبينغ رحلته الإبداعية عبر مقاطع فيديو قصيرة ينشرها على منصة «دويين» (النسخة الصينية من تيك توك)، حيث يتابعه أكثر من ثلاثة ملايين مستخدم، وقد حصد أحد أشهر فيديوهاته أكثر من 5.3 ملايين مشاهدة، وتستعرض هذه المقاطع خطوات تصميمه، والمواد المستخدمة، إضافةً إلى عروض حية لقدرات مركباته.

وقال يوبينغ في أحد منشوراته: «الحياة تجربة ممتعة، والإبداع جزء منها»، وغالباً ما يستلهم أفكاره من تعليقات متابعيه، مثل تصميمه لـ«سلة مهملات طائرة» بناءً على اقتراح أحدهم، وقد تمكن بالفعل من تطوير نموذج أولي باستخدام محركات دافعة.

ونال يوبينغ إشادة واسعة من جمهوره، حيث علق أحدهم قائلاً: «هذه الاختراعات مذهلة، تمتلك عقلاً مبدعاً بحق»، فيما كتب آخر: «لو كنت مسؤولاً لوفّرت لك الدعم دون تردد»، في حين أشار ثالث إلى أن «الصين لم تفتقر إلى الإبداع يوماً، بل إلى من يقدّره». عن «ساوث تشاينا مورنينغ بوست»