الوطن لا يُحمى بالادعاء.. بل بالانتماء الصادق #عاجل - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: الوطن لا يُحمى بالادعاء.. بل بالانتماء الصادق #عاجل - تليجراف الخليج اليوم السبت الموافق 21 يونيو 2025 07:23 مساءً

كتب عوني الرجوب * 

في زمنٍ اختلطت فيه الألقاب الزائفة بالحقائق، وارتدى فيه بعضهم عباءة الوطنية زورًا وبهتانًا، بتنا نرى من يدّعي الحرص على الوطن أكثر من أهله، ويتحدث باسم الشعب وهو لا يفقه من الوطنية سوى التغني بها على صفحات مواقع التواصل.

هؤلاء المدّعون لا يعرفون معنى العمل الوطني الحقيقي، فهم يكتبون منشورات سطحية، بلا مضمون ولا هدف، مليئة بالأخطاء الإملائية والركاكة الفكرية، ومع ذلك يمنحون أنفسهم صفات مثل "إعلامي”، "مستشار”، "مراقب سياسي”، محلل أو حتى "سفير النوايا” سوأ كانت النوايا حسنه ام خبيثه وهم لا يملكون نوايا أصلًا!

نعرفهم جيدًا، فقد رأيناهم طلابًا بلا جدّ، وموظفين بلا ضمير، ومتسلقين على أكتاف الشرفاء.

واليوم، لمجرد أنهم يكتبون جملة أو يلتقطون صورة في مناسبة، يعتقدون أنهم أصبحوا أوصياء على الوطن، ومن يخالفهم الرأي يُتهم فورًا بأنه "ضد الوطن ” أو "عدو الوطن”.

لكن الحقيقة تقول غير ذلك.

الوطن لا يحميه المطبلون، ولا يرتقي بأقلام مأجورة، بل يصونه من هم مثقلون بالصدق، من يعملون بصمت، من يقولون الكلمة الصادقة، لا تلك التي يُملى عليهم قولها.

نحن لا نطلب جزاءً ولا شكورًا، ولسنا ممن يبيعون أنفسهم في سوق الولاءات الرخيصة.

نحن أبناء هذا الوطن الذين آمنوا أن الدفاع عنه لا يكون عبر الشتائم والتهجم على الناس، بل عبر الكلمة الهادفة، والموقف الشريف، والنية الصافية.

الوطن لا يحتاج لمن ينصّب نفسه إلهًا يوزع صكوك الغفران: هذا في الجنة لأنه معي، وذاك في النار لأنه ضدي! هذه ليست وطنية، بل مرض في العقول وقلّة أدب في الحوار.

كل من لا يحتمل اختلاف الرأي، ويغلق بابه على من خالفه، او يعمل حضرا لمن يخالفه الرأي لا يحق له أن يتحدث عن حرية أو وطن. لأن الوطنية الحقيقية هي أن نسمع للآخر، ونتسع للاختلاف، ونبني بلدنا معًا رغم تنوع أفكارنا.

أيها المتسلقون:

الأردن بخير، لأن فيه جيشًا أبيًّا، وأجهزة أمنية وفية، وإعلامًا رسميًا نثق به، ورجالًا ونساءً يحملون الهمّ الوطني بالفعل لا بالقول. ولسنا بحاجة لألقابكم المصطنعة ولا منشوراتكم المشوّهة.

نحن من نحب الأردن بصدق، لأننا نعيش فيه بشرف، ونكتب من أجله بضمير، وننتمي إليه دون ثمن.

الصدق لا يحتاج إلى ألقاب، والوفاء لا يُكتب بحروف مستعارة…

بل يُثبت بالمواقف. وليس بالمنشورات الفارغة كالطبول الجوفاء

لا ادب فيها ولا اخلاق

بعض هؤلاء يظنون أنهم هم الوطن وحماته، والحقيقة أنهم أشد كفرا بالوطن الذي يحميه، فلا تجعل نفسك يا هذا وصيّا وانت مازلت تحت الوصايه لانك في حاضنة الخداج!

لا يَخدعَنكَ هُتاف القومِ بالوَطَنِ فالقومُ في السرِّ غير القومِ في العَلَن

حفظ الله الوطن وقائد الوطن من كل مكروه وسوء

وليخسأ الخاسئون

باحث وكاتب سياسي

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق