هجوم في بيت الله.. نيالا تنزلق إلى الفوضى - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: هجوم في بيت الله.. نيالا تنزلق إلى الفوضى - تليجراف الخليج اليوم الثلاثاء 24 يونيو 2025 11:08 مساءً

متابعات- تليجراف الخليج

اهتزت مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، على وقع جريمة غير مسبوقة، تمثلت في تفجير قنبلة “قرنيت” داخل أحد المساجد أثناء صلاة المغرب، ما أدى إلى مقتل شخصيتين بارزتين وإصابة آخرين، في تطور خطير يعكس الانهيار التام للأمن وغياب سلطة الدولة في المدينة الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع منذ أكتوبر 2023.

سقوط قتلى في بيت الله

وبحسب إفادات موثوقة، أسفر الهجوم عن مقتل المدير التنفيذي الأسبق لمحليتَي نيالا شمال وبليل، محمد عبد الصمد، ورجل الأعمال المعروف محمود مصطفى مناوي، بينما أصيب خمسة أشخاص آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، في حادثة صدمت سكان المدينة المتعبين أصلًا من مسلسل الفوضى الأمنية والانفلات المسلح.

باحث: الحادث لا يحمل صبغة دينية

الباحث في شؤون إقليم دارفور، عيسى دفع الله، إن الدوافع الظاهرة تشير إلى عملية نهب أو سرقة استهدفت المصلين، لاسيما أن الهجوم وقع عقب صلاة المغرب، مستبعدًا أي خلفية دينية أو سياسية للهجوم، وأكد أن نيالا لم تشهد عبر تاريخها أي صراعات ذات طابع ديني، بحسب “الترا سودان”.

وأشار دفع الله إلى أن حي الثورة الذي شهد التفجير يضم خليطًا من الإثنيات، ما يجعل فرضية النزاع العرقي واردة، في ظل احتكاكات متكررة تعم الإقليم منذ بداية الحرب، مضيفًا أن هذه النزاعات الإثنية كثيرًا ما تتخذ طابعًا دمويًا.

صدمة بين الأهالي.. وغياب للبيانات الرسمية

ورغم خطورة الحادثة التي وقعت في 22 يونيو 2025، لم تصدر أي جهة أمنية أو مدنية بيانًا يوضح ملابساتها أو يكشف عن الجهات التي نفذتها، ما زاد من قلق المواطنين.

وأكد المواطن بشير النضيف، من سكان نيالا شمال، أن ما حدث يُعد الأول من نوعه في المدينة: “صحيح أن عمليات نهب وسرقة وقعت في الأشهر الماضية، لكن لم يحدث أن دخل مسلحون مسجدًا وفجروا قنبلة”.

التجار يفرون.. والمدينة تنزف

من جانبه، قال فضيل تبن، تاجر سابق في سوق الجنينة بنيالا، إن حالة العنف والانفلات الأمني بعد سيطرة قوات الدعم السريع دفعت عددًا كبيرًا من المواطنين إلى النزوح من المدينة، باتجاه القرى المجاورة أو إلى خارج السودان نحو تشاد وجنوب السودان وأوغندا.

وأكد تبن أن التجار تحديدًا كانوا من أكثر الفئات تضررًا خلال العامين الأخيرين، حيث تعرضوا للتهديد والنهب والقتل المتكرر، حتى أن مواجهات داخلية بين فصائل الدعم السريع أدت إلى سقوط ضحايا مدنيين في مايو الماضي.

نيالا مدينة التسامح.. تتلوث بالفوضى

يشير الباحث عيسى دفع الله إلى أن نيالا كانت تاريخيًا نموذجًا للتسامح الديني والاجتماعي، ليس فقط بين المسلمين، بل حتى مع الأقليات غير المسلمة التي وجدت حريتها في العبادة والمشاركة المجتمعية، وهو ما يجعل الحادث غريبًا عن طبيعة المدينة.

وقال دفع الله: “لا أعتقد أن الحادث سيتكرر بنفس الكيفية، وغالبًا ما تكون دوافعه شخصية أو إثنية، وليس دينيًا كما يظن البعض. ونأمل أن توضح الجهات المسؤولة خلفيات الحادث بوضوح”.

النهاية المجهولة لنيالا

تبقى نيالا اليوم رمزًا للانهيار الأمني الذي يضرب مدن دارفور في العمق، ومع تكرار الحوادث التي تستهدف المدنيين حتى داخل المساجد، يزداد الخوف من انزلاق المدينة نحو فوضى شاملة لا تبقي ولا تذر، ما لم يتم التدخل الفوري لإعادة بسط الأمن وفرض هيبة القانون.

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق