ظُهران ممداني.. صوت التقدميين الجدد في نيويورك - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: ظُهران ممداني.. صوت التقدميين الجدد في نيويورك - تليجراف الخليج اليوم الأربعاء 25 يونيو 2025 11:55 مساءً

في سباق انتخابي محموم، لمع نجم الشاب المسلم ظهران ممداني، مرشح الحزب الديمقراطي لرئاسة بلدية نيويورك، كوجه سياسي تقدمي يقلب المعادلة الكلاسيكية للسلطة في واحدة من أكثر المدن تأثيراً في العالم.

ظهران متعدد الهويات الثقافية ابن لمفكر وسياسي يدعى محمود ممداني ووالدته مخرجة تلفزيونية تدعى ميرا ناير، يتخذ من ذلك التنوع مصدر قوة يدفع مشروعه السياسي الذي يعيد تعريف معنى "الخدمة العامة" في المدينة الأمريكية الكبرى.

وُلد ظهران في كمبالا بأوغندا عام 1991، وانتقل مع أسرته إلى نيويورك في سن مبكرة، لينشأ في حي كوينز متعدد الثقافات.

نال تعليمه الجامعي في دراسات أفريقيا، قبل أن يعمل في مشاريع الدعم القانوني لذوي الدخل المحدود، تحديداً في مجال الإيجارات والإسكان، حيث لمس عن قرب معاناة الطبقات المهمّشة في المدينة.

ترشح لأول مرة عام 2020 لمجلس ولاية نيويورك، وفاز بدعم قاعدي مدهش، ليصبح أول مسلم من أصول أفريقية-هندية يشغل المقعد عن الدائرة 36.

لم يكتفِ بالدور التمثيلي، بل قاد جهوداً تشريعية في مجال النقل والتعليم والإسكان، ونجح في تمرير مشاريع قوانين مؤثرة، إلى جانب توجيه أكثر من 100 مليون دولار لدعم البنية التحتية للنقل العام في الأحياء الأقل حظاً.

في حملته لرئاسة البلدية، طرح برنامجاً جريئاً يقوم على مجانية النقل بالحافلات، توسيع التعليم المبكر، إنشاء متاجر غذائية بلدية، وإعادة هيكلة تمويل الشرطة لصالح الرعاية الاجتماعية.

اعتمد بالكامل تقريباً على التبرعات الصغيرة، وجذب دعماً واسعاً من قاعدة تقدمية صاعدة، إلى جانب شخصيات مثل بيرني ساندرز وألكساندريا أوكاسيو-كورتيز.

رغم الشعبية المتزايدة، يواجه ظهران تحديات عميقة، أبرزها شكوك التيار الوسطي في واقعية برنامجه، وتخوّف بعض الجهات من قلة خبرته في الإدارة التنفيذية، لكن صعوده يُقرأ في سياق أوسع، يعكس تحوّلًا في مزاج الناخب الأمريكي، ومللاً من نخب تقليدية لم تعد تعبّر عن هموم الشارع.

يبقى التحدي الأكبر أمام ظهران هو قدرته على التحوّل من "صوت القاعدة" إلى "عقل المدينة"، أي أن يُثبت أن ما يعد به ممكن التطبيق، وأن النزاهة وحدها لا تكفي في إدارة مدينة بحجم نيويورك، بل لا بد من حنكة ومؤسسية وقدرة على بناء تحالفات حقيقية.

ختاماً، يمثل ظهران ممداني مرحلة جديدة في السياسة الأمريكية، عنوانها: العودة إلى الأساسيات؛ إسكان، مواصلات، تعليم، وعدالة.. ومع مساره المثير للإعجاب حتى الآن، تبقى الصعوبة في سؤال: هل يستطيع أن يحوّل هذا الزخم الشعبي إلى مشروع ناجح يصقل قياديته؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق