فارق الرجل الذي أضرم النار في جسده، أمس الثلاثاء، بحي "أهلا" بمدينة طنجة، الحياة عشية اليوم الأربعاء داخل المستشفى الجامعي، متأثرا بالإصابات الخطيرة التي لحقت به جراء الحروق، رغم محاولات الطاقم الطبي إنقاذه داخل قسم الإنعاش.

وكان المعني بالأمر، البالغ من العمر 46 سنة، قد أقدم على إضرام النار في جسده أمام أنظار المارة، في لحظة مأساوية، عقب توصله بإشعار إفراغ المحل التجاري الذي كان يستغله في بيع العقاقير، ما تسبب له في حالة انهيار نفسي انتهت بهذا الفعل الصادم.

وأفادت مصادر متطابقة بأن الهالك كان يعيش أوضاعا اجتماعية ومادية صعبة، تفاقمت خلال الأشهر الأخيرة بسبب مشاكل مالية مع شركاء سابقين، ما جعله يعاني من ضغوط نفسية حادة، زادت حدتها مع قرار الإفراغ الذي تلقاه في اليوم نفسه.

وفي تصريح مؤثر خصّت به جريدة "تليجراف الخليج المغربية"، إلى جانب عدد من المنابر الوطنية والمحلية، كشفت زوجة الهالك عن حيثيات الواقعة التي دفعت بزوجها إلى إضرام النار في جسده، مشيرة إلى أنه كان يعيش وضعاً نفسياً هشاً بسبب تراكم الضغوط المالية والاجتماعية، خصوصاً بعد توصله بإشعار الإفراغ.

وبينما كانت تدلي بتصريحها حول ظروف الحادث، تلقت نبأ وفاة زوجها من داخل المستشفى، ما أدخلها في نوبة بكاء وانهيار عصبي أمام الحاضرين، في مشهد مؤلم خلّف أثراً عميقاً في نفوس كل من تابع الواقعة.

وكانت المصالح الأمنية المختصة بمدينة طنجة قد فتحت تحقيقاً مفصلاً للكشف عن كافة ملابسات الحادث وظروفه، في وقت خلّف فيه هذا الفعل المأساوي صدمة كبيرة وسط ساكنة الحي والرأي العام المحلي، بالنظر إلى الرسائل المؤلمة التي يحملها حول تداعيات الأزمات الاجتماعية والنفسية.