نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: «آيكوم دبي 2025».. احتفاء بالمتاحف والإرث الإنساني - تليجراف الخليج اليوم الثلاثاء 8 يوليو 2025 11:39 مساءً
تستعد دبي لاحتضان المؤتمر العام السابع والعشرين للمجلس الدولي للمتاحف، «آيكوم دبي 2025»، في أول انعقاد له في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا، خلال الفترة من 11 وحتى 17 نوفمبر المقبل، في مركز دبي التجاري العالمي، بهدف توفير منصة عالمية لعرض الأفكار المبتكرة والرؤى، التي تسهم في إعادة صياغة دور المتاحف في ظل التغيرات العالمية المتسارعة.
يمثل هذا الانعقاد حدثاً مهماً يعكس توجهات عصرية في التعامل مع الإرث الحضاري، بما يلتقي مع استراتيجية دبي للاقتصاد الإبداعي، والإنجازات التي تحققت في هذا المضمار، خلال السنوات الخمس الماضية، التي شهدت دخولاً فعالاً للمتاحف في الحياة العامة، ودخلت في الدورة التنموية لدبي، وبالمقابل خرجت من دائرة الجمود إلى منطقة التفاعل مع الإنسان، والعمليات التنموية، وأضحت شريكاً في الحياة الثقافية، ووجهة يقصدها الألوف من الزوار.
استراتيجيات فعالة
وبحسب اللجنة المسؤولة فإنه يتوقع أن يستقطب المؤتمر، الذي سيقام تحت شعار «مستقبل المتاحف في مجتمعات سريعة التغيير»، أكثر من 4500 متخصص وخبير من مختلف أنحاء العالم، سيتبادلون الأفكار والرؤى حول مستقبل قطاع المتاحف، وتطوير استراتيجيات فعالة، تسهم في بناء مستقبل مستدام للمجتمعات التي تخدمها، إلى جانب استعراض فرص التعاون الإقليمي والدولي، لتعزيز الابتكار والتقدم في هذا القطاع.
وتجدر الإشارة إلى أن «مستقبل المتاحف في مجتمعات سريعة التغيير» هو في الواقع عنوان التحولات المذهلة، التي طرأت على قطاع المتاحف في الدولة عموماً، ودبي خصوصاً، من خلال الدور الذي تلعبه في الثقافة العامة، وتكريس الثقافة الوطنية، والانفتاح على الإرث الإنساني وصونه.
وتنتظم فعاليات المؤتمر في صيغة من الجلسات وورش العمل التفاعلية، التي ستتناول محاور المؤتمر الثلاثة المتمثلة في: «قوة الشباب»، و«التقنيات الحديثة»، و«التراث الثقافي غير المادي»، التي يمكن للمشاركين أن يتعرفوا من خلالها على مفاهيم جديدة في قطاع المتاحف، والاطلاع على أحدث الابتكارات والحلول الإبداعية في هذا المجال.
وهذه المحاور الثلاثة وثيقة الصلة بالمسارات التنموية، التي تطبقها دبي في معادلة توفق على نحو إبداعي بين الماضي والحاضر والمستقبل، في سياق يهتم بالغنى الروحي للإنسان، كما يولي عناية للرفاه المادي للمجتمع.
إن استضافة الإمارة لهذا الحدث الكبير يمثل مرحلة جديدة من التعامل مع التراث والإبداع الفني، كما أنه بالمجمل يأتي تجسيداً لنجاحات دبي في مجال الاقتصاد الإبداعي.
التفاعل مع الزوار
ولا يغفل المؤتمر الدولي جانب التفاعل مع الزوار، حيث سيغني تجربتهم بجولات ورحلات في مختلف أنحاء الدولة، ما يمنحهم فرصة استكشاف دولة الإمارات وكنوزها بكل تفاصيلها، إضافة إلى الفعاليات الخاصة، وإطلاق «معرض المتاحف»، الذي تم تصميمه، لتوفير منصة حيوية للتواصل والتعاون وتبادل المعرفة.
ويسير الحدث في سياق جهود دبي، التي قربت المتاحف من خيارات الإنسان، وجعلتها على قائمته الترفيهية والمعرفية، وإضفاء الحس التاريخي على الموجودات العامة المدينة، وعلى وجه الخصوص منها ما يحمل قيمة وطنية.
وإلى ذلك فإن المتاحف التي تعتني بالأثر الإنساني والتاريخي تمثل بيئة تقارب بين الشعوب والثقافات، ومن هنا تختار دبي هذه المساحة، لتواصل من خلالها مد جسور التواصل بين الثقافات، والمساهمة في تشكيل ملامح مستقبل المتاحف وتوجهاتها، وهو ما يرسخ مكانة دبي مركزاً عالمياً للثقافة، وحاضنة للإبداع الإنساني، وملتقى للمواهب.
والجدير بالذكر أن دبي حظيت بفرصة تنظيم المؤتمر نتيجة تصويت أُجري في اجتماع اللجنة التنفيذية للمجلس الدولي للمتاحف، الذي عُقد بتاريخ 18 و19 نوفمبر 2021، بمشاركة ما يزيد على 130 عضواً، إذ تفوّقت به الدولة على كل من السويد وروسيا، بحيث حصلت العاصمة السويدية ستوكهولم على 34 صوتاً، فيما حصلت مدينة كازان الروسية على 20 صوتاً، في حين نالت دبي 68 صوتاً، في تأكيد لمكانة الإمارة في المجتمعات الدولية، بما يعكس الثقة العالمية بقدراتها التنظيمية المتميزة.
وأكدت منى القرق، المدير التنفيذي لقطاع المتاحف والتراث في هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، أن ما تشهده دبي من حراك ثقافي فاعل جعل منها حاضنة إبداعية، وملتقى يجمع الخبراء والمتخصصين في مختلف المجالات، ومن بينها قطاع المتاحف، الذي يعد من أبرز روافد الاقتصاد الإبداعي، منوهة بأن استضافة الإمارة للمؤتمر العام السابع والعشرين للمجلس الدولي للمتاحف «آيكوم دبي 2025»، الذي يُعقد لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، يعتبر إنجازاً مهماً، يعكس ريادة دبي، ويرسخ مكانتها مركزاً عالمياً للإبداع.
وقالت: «يهدف «آيكوم دبي 2025» إلى تسليط الضوء على أهمية الشباب قوة فاعلة تُثري المشهد الثقافي، وتتيح لهم فرصة المشاركة في رسم ملامح مستقبل المتاحف، وتحويلها إلى مراكز معرفية، تعزز الحوار البناء والتواصل بين الثقافات، كما سيسهم المؤتمر في استكشاف طرق متنوعة، للاستفادة من التقنيات الحديثة وتفعيل دورها في ابتكار أشكال جديدة من التعبير، وتحسين تجارب الزوار، وتعزيز مشاركتهم».
ولفتت القرق إلى أن المؤتمر سيعمل عبر برنامجه ونقاشاته وورش عمله التفاعلية على استكشاف مناهج وأساليب مبتكرة، تسهم في حماية التراث غير المادي، وسيسلط الضوء على إمكانات توظيف التغيرات الاجتماعية والتكنولوجية، لتكون أدوات فاعلة، تساعد على تعزيز التراث ونقله، وضمان استمرارية حضوره داخل المجتمعات.
يذكر أن إسراء صلاح الحمد، ومهرة عمران البلوشي، المؤسستين المشاركتين لاستوديو «تمكن»، شاركتا في استلهام وتنفيذ الهوية البصرية لمؤتمر «آيكوم دبي 2025»، ويسلط التصميم الضوء على التراث غير المادي، وقوة الشباب، والتقنيات الحديثة، وبدأتا رحلة تصميمهما الهوية البصرية للمؤتمر بالبحث في الحرف التقليدية، والشعر النبطي، والفولكلور، والموسيقى، وقد قادهما هذا إلى تصميم مستلهم من حرفة السدو، وفي مركز هذه الهوية البصرية يوجد بيكسل أو مربع واحد، والذي يرمز للعصر الرقمي، وفي الوقت نفسه يعكس الجوانب الخفية أو غير المرئية من التراث غير المادي.
0 تعليق