كينيا ترضخ للسودان.. كيف تغير الموقف؟ - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: كينيا ترضخ للسودان.. كيف تغير الموقف؟ - تليجراف الخليج اليوم السبت 12 يوليو 2025 09:23 مساءً

متابعات- تليجراف الخليج

في تطور دبلوماسي جديد ومفاجئ، أعلنت كينيا رغبتها في إصلاح العلاقات مع السودان، بعد شهور من التوترات والاتهامات المتبادلة بين البلدين، والتي بلغت ذروتها عقب اتهام نيروبي بدعم سياسي وعسكري لقوات الدعم السريع التي تخوض مواجهات مع القوات المسلحة السودانية منذ أبريل 2023م.

وكيل خارجية كينيا يبعث برسالة طمأنة للخرطوم

ونقلت صحيفة The Star الكينية، عن وكيل وزارة الخارجية الكيني كورير سينغوي أوي، أنه طمأن القائم بأعمال سفارة السودان في نيروبي، محمد عكاشة، بأن دور كينيا في السودان لم يكن يومًا سوى السعي لتحقيق السلام والوحدة الوطنية.

وأضاف المسؤول الكيني في تصريحاته أن بلاده تعمل “من أجل سودان موحد وسلمي”، مشيدًا بـ”استعداد السودان للحوار”، وواصفًا إياه بأنه خطوة مهمة لتعزيز التفاهم والتعاون بين الجانبين.

توتر دبلوماسي وتصعيد متبادل بين الخرطوم ونيروبي

وكان السودان قد أعلن في 24 فبراير 2025م، عن سحب سفيره من كينيا، في خطوة اعتُبرت تصعيدًا دبلوماسيًا، وذلك على خلفية استضافة نيروبي مؤتمرًا لقوى سياسية سودانية تدعم قوات الدعم السريع، تحت مظلة تحالف سياسي يُعرف باسم “تأسيس”.

وفي تصعيد اقتصادي لاحق، أصدر وزير التجارة السوداني في 13 مارس الماضي، قرارًا قضى بوقف استيراد جميع المنتجات الواردة من كينيا عبر كافة المنافذ الحدودية والموانئ والمطارات.

مساعٍ دبلوماسية لاحتواء الأزمة وإحياء الحوار

على الرغم من التصعيد، كشفت تقارير دبلوماسية عن وجود جهود حثيثة من الجانبين لتخفيف التوتر. وتم عقد اجتماع رسمي جمع وكيل وزارة الخارجية الكيني كورير سينغوي أوي والقائم بأعمال السفارة السودانية محمد عثمان عكاشة، في إطار مساعي إحياء اللجنة المشتركة للتعاون بين البلدين.

وتأتي هذه التحركات بعد زيارة وزير الخارجية السوداني السابق علي يوسف الشريف إلى نيروبي في يناير 2025م، حيث اتفق الجانبان حينها على ضرورة تعزيز الحوار الدبلوماسي. لكن التوتر عاد مجددًا بعد رفض السودان وساطة الرئيس الكيني ويليام روتو، التي طرحتها نيروبي لحل الأزمة السودانية، في وقت نفت فيه كينيا مرارًا دعمها لأي طرف مسلح.

أدلة على دعم كيني مباشر لقوات الدعم السريع

وفي تطور خطير، أعلن الجيش السوداني عن امتلاكه لأدلة دامغة تُثبت تورط كينيا في دعم قوات الدعم السريع عسكريًا، مشيرًا إلى ضبط أسلحة وذخائر في الخرطوم تحمل ديباجة الجيش الكيني.

وكشف ضابط في القوات المسلحة السودانية أن الأسلحة التي تم العثور عليها كانت تُستخدم من قبل قوات الدعم السريع في المعارك التي دارت خلال الفترة الأخيرة، خاصة في مناطق الطائف وأركويت ووسط الخرطوم، مؤكدًا أن الذخائر تشمل أسلحة ثقيلة وخفيفة.

وأوضح الضابط أن قوات الدعم السريع استغلت منازل المدنيين والأعيان المدنية لتخزين هذه الأسلحة، وهو ما اعتبره خرقًا صارخًا لقوانين الحرب.

دعم مالي مثير للجدل: كينيا تتلقى 193 مليون دولار لاستضافة مؤتمر تأسيس

وفي إطار الاتهامات المتبادلة، فجر السفير الحارث إدريس، مندوب السودان لدى الأمم المتحدة، مفاجأة من العيار الثقيل في 28 فبراير 2025م، باتهامه الحكومة الكينية بالحصول على تمويل قدره 193 مليون دولار، إضافة إلى قرض إماراتي بقيمة مليون دولار، لاستضافة المؤتمر السياسي الداعم لقوات الدعم السريع، المعروف باسم “ميثاق تأسيس”، بحسب ما نقلته وكالة بلومبيرغ.

ويُنظر إلى هذا التمويل بوصفه عنصرًا مفصليًا في توجيه الاتهامات إلى كينيا، خاصة أن المؤتمر المشار إليه شهد توقيع تحالفات سياسية اعتبرها السودان بمثابة تدخل مباشر في شؤونه الداخلية.

كينيا تتمسك بالوساطة والسودان يرفض

رغم كل هذه المعطيات، ما زالت كينيا تُصر على أنها تسعى للوساطة والسلام، في حين يرفض السودان أي دور للرئيس الكيني ويليام روتو في عملية الوساطة، متهمًا إياه بالانحياز ودعم أطراف مسلحة ضد الدولة السودانية.

مستقبل العلاقات بين الخرطوم ونيروبي

مع التحركات الأخيرة من الطرفين لإعادة جسور التواصل، يبدو أن هناك رغبة مبدئية في تجنب مزيد من التصعيد، لا سيما بعد إدراك الجانبين لخطورة استمرار القطيعة الدبلوماسية، في وقت يمر فيه السودان بمرحلة صعبة من تاريخه الحديث.

ورغم محاولات كينيا نفي الاتهامات الموجهة إليها، إلا أن الخرطوم تتمسك بضرورة تقديم ضمانات واضحة قبل الحديث عن أي مصالحة أو عودة للتعاون الاقتصادي والسياسي.

وفي ظل هذه المعطيات، تبقى الأنظار مشدودة إلى مخرجات اللقاءات الدبلوماسية المرتقبة، ومدى قدرة الطرفين على تجاوز الخلافات العميقة التي فجرها الصراع السوداني الداخلي، لكن بصدى إقليمي ودولي متسارع.

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق