شهدت مدينة الدار البيضاء، صباح اليوم الاثنين 21 يوليوز 2025، ملحمة احتجاجية صاخبة قادها مئات من عمال التوصيل العاملين بمنصة "GLOVO" الرقمية، والذين رفعوا شعارات قوية تندد بما سموه "جحيم العمل دون حقوق وكرامة"، في ظل ما وصفوه بـ"عناد إدارة الشركة وخرقها الصارخ لقوانين الشغل الوطنية".

الوقفة، التي نظمت أمام المقر المركزي للاتحاد المغربي للشغل (UMT)، جاءت عقب تأسيس هؤلاء العمال لإطارهم النقابي المنضوي تحت لواء الاتحاد، وهي خطوة يبدو أنها لم ترُق لإدارة الشركة، التي أقدمت على توقيف عدد من المستخدمين تعسفياً – حسب بلاغ توصلت به "تليجراف الخليج المغربية" – بسبب نشاطهم النقابي ومطالبتهم بحقوقهم.

المحتجون طالبوا خلال الوقفة بـتطبيق مدونة الشغل، إقرار عقود عمل واضحة وقانونية، تحسين ظروف العمل، احترام ساعات الشغل، الرفع من الأجور وتعريفة الإيصال، وتوفير التغطية الصحية والتأمين. كما شددوا على أن الآلاف من عمال التوصيل يعيشون وضعية مأساوية لا تختلف عن "العبودية الحديثة"، يتحملون فيها تكاليف العمل من جيوبهم الخاصة، بما في ذلك الوقود، التأمين، الدراجة، وحتى لباس العمل.

وأورد البلاغ النقابي أن عدد مستخدمي GLOVO بالمغرب يفوق 5500 عامل، يشتغلون في ظروف "شاقة ومميتة"، دون أي غطاء قانوني أو حماية اجتماعية، ما يجعلهم فريسة سهلة للحوادث والإجهاد البدني والنفسي.

وفي ختام الوقفة، جدد المحتجون تشبثهم بإطارهم النقابي، ووجهوا نداءً عاجلاً إلى السلطات العمومية لتحمل مسؤولياتها في حماية الشغيلة، وفرض احترام القانون من طرف الشركات الرقمية، مؤكدين عزمهم مواصلة النضال إلى حين انتزاع حقوقهم العادلة.