استشاري قسطرة أوعية دموية يوضح طبيعة مرض القصور... - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: استشاري قسطرة أوعية دموية يوضح طبيعة مرض القصور... - تليجراف الخليج اليوم الأربعاء 23 يوليو 2025 01:29 صباحاً

كشف الدكتور عبدالعزيز الغراس، استشاري قسطرة الأوعية الدموية والأشعة التداخلية، عن طبيعة مرض القصور الوريدي المزمن (Chronic Venous Insufficiency)، الذي أُعلن مؤخرًا عن إصابة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب به، مشيرًا إلى أنه من الأمراض المزمنة التي تُصيب الأوردة نتيجة خلل في وظيفة الصمامات الوريدية، ما يؤدي إلى تراكم الدم في الأطراف السفلية، ويُعد من الحالات الشائعة التي تتطلب متابعة طبية مستمرة.

وأوضح الدكتور الغراس، خلال مشاركته في برنامج على قناة "العربية FM"، أن القصور الوريدي المزمن ينتج عن ضعف أو تلف في الصمامات داخل الأوردة، والتي تُعد مسؤولة عن توجيه تدفق الدم من الأطراف نحو القلب في اتجاه واحد. وعندما تفقد هذه الصمامات كفاءتها، يبدأ الدم بالارتجاع والانحباس في الساقين، ما يسبب سلسلة من الأعراض التي تتفاقم مع الزمن إذا لم تُعالج.

أعراض مزمنة تبدأ بالتورم وتنتهي بالقرح

وأشار الغراس إلى أن أبرز أعراض المرض تشمل:

  • تورم في الساقين ، خاصة في نهاية اليوم أو بعد الوقوف الطويل.
  • آلام وثقل في الأطراف السفلية ، يوصفه المرضى أحيانًا بـ"الوخز" أو "الحرقان".
  • تغيرات في لون الجلد ، مثل التصبغات البنية أو الداكنة حول الكاحلين.
  • ظهور الدوالي ، وهي أوردة منتفخة ومتعرجة تظهر تحت الجلد.
  • وفي الحالات المتقدمة، قد تتطور تقرحات جلدية مزمنة ، خاصة حول الكاحل، يصعب علاجها وقد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم تُعالج مبكرًا.

كيف تعمل الأوردة؟ ولماذا يفشل النظام؟

وشرح الخبير الطبي أن القلب يعمل على ضخ الدم الغني بالأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم، بينما تعود الأوردة بالدم الفقير بالأكسجين إلى القلب. وفي هذه العملية، تعتمد الأوردة، خاصة في الساقين، على الصمامات ذات الاتجاه الواحد، والتي تمنع ارتجاع الدم.
لكن مع ضعف هذه الصمامات بسبب عوامل وراثية أو بيئية، يبدأ الدم بالتراكم في الأوردة السفلية، ما يزيد من الضغط داخلها ويؤدي إلى تمددها وتلفها تدريجيًا، مسببًا ما يعرف بـ"القصور الوريدي المزمن".

الفئات الأكثر عرضة: من يقفون لساعات طويلة

وأكد الدكتور الغراس أن القصور الوريدي لا يقتصر على الساقين فحسب، بل قد يصيب أوردة الحوض والأطراف العلوية في حالات نادرة.
ولفت إلى أن الفئات الأكثر عرضة للإصابة تشمل الأشخاص الذين يضطرون إلى الوقوف لفترات طويلة دون حركة، مثل:

  • الأطباء والجراحين في غرف العمليات.
  • العسكريين أثناء الوقوف في الحراسة.
  • معلمين، مضيفي طيران، وموظفي الخدمة .
    كما تزداد احتمالية الإصابة مع التقدم في العمر، والسمنة، والتاريخ العائلي للدوالي، والحمل المتكرر.

نصائح وقائية بسيطة قد تحمي من المضاعفات

وفي سياق الحديث عن الوقاية، شدد الدكتور الغراس على أهمية اتخاذ إجراءات بسيطة لكنها فعّالة للحد من تطور المرض، ومنها:

  • رفع القدمين فوق مستوى القلب عند الجلوس أو الاستلقاء، خاصة بعد يوم طويل.
  • ارتداء الجوارب الضاغطة الطبية (Compression Stockings) التي تساعد على تحسين تدفق الدم.
  • ممارسة النشاط البدني المنتظم ، مثل المشي، والذي يعزز عمل العضلات الداعمة لضخ الدم.
  • تجنب الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة دون حركة، مع الحرص على التحرك بين الحين والآخر.

التدخل الطبي ضروري في الحالات المتقدمة

وأوضح أن بعض الحالات البسيطة يمكن إدارتها بالعلاج التحفظي، بينما تتطلب الحالات المتوسطة والمتقدمة تدخلات طبية متخصصة، مثل:

  • العلاج بالأشعة التداخلية (Interventional Radiology)، الذي يشمل إغلاق الأوردة التالفة باستخدام الليزر أو المواد المصلبة.
  • الجراحة التقليدية في حالات الدوالي الكبيرة.
    مؤكدًا أن التشخيص المبكر والعلاج المُبكر يُعدان مفتاحًا لتجنب المضاعفات الخطيرة مثل التهابات الأنسجة، أو التقرحات الدموية المزمنة.

الكشف المبكر يُقلل من المخاطر

وفي ختام حديثه، دعا الدكتور الغراس إلى ضرورة الانتباه لأعراض المرض وعدم تجاهلها، خاصة لدى من لديهم عوامل خطر، مؤكدًا أن القصور الوريدي المزمن ليس مجرد "مظهر جمالي" للدوالي، بل حالة طبية تستدعي التقييم الطبي الدقيق.
وأشار إلى أن الحديث حول إصابة شخصيات بارزة مثل ترامب بالمرض يُعد فرصة لزيادة التوعية بأهمية صحة الأوعية الدموية، وضرورة اتخاذ خطوات وقائية قبل تفاقم الوضع الصحي.

ختامًا، يُعد القصور الوريدي المزمن من الأمراض الصامتة التي قد تتطور دون أن يشعر بها المريض، لكن مع التوعية والرعاية المبكرة، يمكن التحكم به بكفاءة، والحفاظ على جودة الحياة وصحة الأطراف لسنوات طويلة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق