النهود- تليجراف الخليج

كشفت شبكة أطباء السودان عن وقوع مجـ.. زرة جديدة في ولاية غرب كردفان، بعد أن شنّت مليشيا مسلحة هجومًا وحشيًا على قرية بريمة رشيد الواقعة شمال مدينة النهود، ما أسفر عن مقتل 3 أشخاص وإصابة عدد كبير من المدنيين بجروح متفاوتة، في تصعيد جديد للعنف المسلح الذي يضرب غرب السودان.

تفاصيل الهجوم على بريمة رشيد

ووفقًا لما أعلنته شبكة أطباء السودان، فقد وقع الهجوم خلال الساعات الماضية، حينما اقتحمت عناصر مسلحة تنتمي لمليشيا معروفة، القرية وشرعت في إطلاق نار عشوائي على السكان، مما تسبب في سقوط الضحايا من المدنيين بينهم نساء وشيوخ.

وأشارت الشبكة إلى أن عدد الجرحى لا يزال غير محصور بدقة حتى الآن، في ظل نقص الخدمات الطبية وصعوبة الوصول إلى المنطقة التي تعاني من هشاشة أمنية.

حالة من الهلع ونزوح جماعي

أثار الهجوم حالة من الذعر والهلع وسط السكان، ودفع العشرات من الأسر إلى النزوح القسري من منازلهم باتجاه مناطق أكثر أمنًا، في محاولة للنجاة بأرواحهم، بينما تعالت صرخات الاستغاثة من داخل القرية المنكوبة، في ظل غياب الاستجابة السريعة من الجهات الأمنية أو الحكومية.

وأكد شهود عيان أن الهجوم استمر لفترة طويلة، وأن المسلحين تعمدوا إشعال النيران في عدد من المنازل، ما أدى إلى خسائر مادية إلى جانب الكارثة الإنسانية.

شبكة أطباء السودان تدق ناقوس الخطر

ونددت شبكة أطباء السودان بما وصفته بـ”الاعتداء الإجرامي”، محذرة من تصاعد العنف ضد المدنيين في المناطق الريفية، ودعت إلى تدخل عاجل من المجتمع المحلي والدولي لوقف الانتهاكات التي تمارسها المليشيات المسلحة ضد المواطنين العُزّل.

وأكدت الشبكة أنها تتابع الحالات الصحية للمصابين، وأن بعضهم يحتاج إلى تحويل عاجل إلى مستشفيات ذات إمكانيات أعلى، وسط تحديات كبيرة في توافر الإسعافات والأدوية.

دعوات للتحقيق وتوفير الحماية

طالب عدد من الناشطين والقيادات المحلية في المنطقة بفتح تحقيق عاجل في الحادثة وتقديم الجناة للعدالة، إلى جانب نشر قوات لحماية المدنيين، الذين أصبحوا هدفًا دائمًا للهجمات المتكررة.

وشددوا على ضرورة أن تتحمل الحكومة المركزية مسؤولياتها تجاه المواطنين في غرب كردفان، ووقف ما أسموه بـ”نزيف الدم المتواصل” الذي يهدد أمن وسلامة المنطقة بأسرها.

غرب كردفان.. بؤرة تتصاعد فيها الهجمات

تُعد ولاية غرب كردفان واحدة من أكثر المناطق التي تشهد توترات أمنية متكررة في السودان، بسبب انتشار السلاح وغياب سيادة القانون، إضافة إلى تعدد النزاعات القبلية والمليشيات المسلحة.

ويحذر مراقبون من أن استمرار الانفلات الأمني دون تدخل حاسم سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، ويهدد الاستقرار المجتمعي في الولاية، التي تُعتبر من أبرز مناطق إنتاج النفط والثروة الحيوانية في البلاد.