نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: ثورة تكنولوجية.. الذكاء الاصطناعي يحوّل أحلامك إلى فيديو بدقة - تليجراف الخليج اليوم الخميس 24 يوليو 2025 01:05 مساءً
متابعات – نبض العلم والتكنولوجيا
في قفزة تكنولوجية تُلامس حدود الخيال العلمي، نجح علماء هولنديون في ابتكار تقنية ذكاء اصطناعي قادرة على تحويل الأحلام البشرية إلى صور مرئية وإعادة تشغيلها للأشخاص، في تجربة رائدة من شأنها تغيير نظرتنا إلى العقل الباطن والوعي البشري.
التقنية الجديدة التي أُطلق عليها اسم “أبتلي – Aptly”، تعتمد على نموذج متقدم للذكاء الاصطناعي متخصص في توليد الفيديو، حيث يقوم بترجمة الكلمات والعبارات إلى مشاهد بصرية، ما يتيح للمستخدم استرجاع حلمه كما لو كان يشاهده أمامه على شاشة عرض.
كيف يعمل جهاز تسجيل الأحلام؟
ببساطة، كل ما يحتاجه المستخدم هو تسجيل حلمه بصوته عبر زر مخصص في الجهاز فور استيقاظه من النوم، ووصْف ما شاهده أو شعر به في الحلم. بعد لحظات، يبدأ “مسجل الأحلام” في إنتاج مقطع فيديو يحاكي المشاهد التي رواها المستخدم، بناءً على الترجمة البصرية التي ينفذها الذكاء الاصطناعي.
وبحسب ما ذكرته صحيفة “نيويورك بوست” الأميركية، فإن الابتكار الهولندي يشكل ثورة في العلاقة بين الإنسان وعالمه الداخلي، حيث يُحول اللامرئي إلى مرئي، ويفتح آفاقًا جديدة لفهم التجربة الحلمية التي كانت حتى وقت قريب حكرًا على التأملات النفسية أو الدراسات الفرويدية.
العقل الباطن في متناول العين
صرّح باس فان دي بويل، المؤسس المشارك لشركة “موديم” التي طورت التقنية، أن المشروع يمثل أول محاولة حقيقية لتصوير ما يدور في العقل الباطن، موضحًا أن الحلم هو تجربة يشترك فيها البشر جميعًا، مما يجعله ميدانًا غنيًا للبحث والاستكشاف.
وقال دي بويل: “نحن لا نكتفي بتوثيق الأحلام، بل نحاول فهمها وتحليلها بصريًا“، مشيرًا إلى أن هذه التقنية قد تكون بداية لمرحلة جديدة في علم النفس، حيث تتحول الرموز اللاواعية إلى صور ملموسة يمكن دراستها.
ومع ذلك، أشار دي بويل إلى أن ذاكرة الجهاز محدودة، إذ يستطيع الاحتفاظ بالأحلام المسجلة لمدة لا تزيد عن سبعة أيام، مما يعني ضرورة نقل المحتوى إلى منصات تخزين خارجية في حال رغبة المستخدم بالاحتفاظ به لفترة أطول.
ثمن الدخول إلى عالم الأحلام
تكلفة جهاز “أبتلي” تبلغ حوالي 333 دولارًا أميركيًا، وهو رقم ليس مرتفعًا إذا ما قورن بتقنيات الذكاء الاصطناعي الأخرى أو إذا ما قورن بتجربة “إعادة الحلم” التي لم يكن أحد يتصورها يومًا.
وأشارت شركة “موديم” إلى أن الهدف من هذا المشروع لا يقتصر على الإبهار التكنولوجي، بل يتعداه إلى إمكانية استخدام الجهاز في الدراسات النفسية، وتحليل أنماط التفكير اللاواعي، ومراقبة الحالات الذهنية المرتبطة بالتوتر، والاكتئاب، والقلق.
الأحلام بوابة جديدة لفهم الإنسان
الباحثون القائمون على المشروع أعربوا عن أملهم في أن تُسهم هذه التقنية في تحفيز الدراسات المستقبلية عن الوعي البشري، معتبرين أن الأحلام ليست مجرد تسلية عقلية أثناء النوم، بل قد تكون مرآة دقيقة لاحتياجات الإنسان العاطفية، ومخاوفه، وتطلعاته.
كما لفت الفريق العلمي إلى أن هذا النوع من التكنولوجيا يمكن أن يساعد في علاج بعض الحالات النفسية، أو على الأقل فهم الأسباب الكامنة وراء مشاعر أو اضطرابات معينة، وهو ما قد يفتح الباب أمام تدخلات علاجية جديدة تعتمد على الرؤية الدقيقة لما يدور داخل الذهن البشري أثناء النوم.
تحديات أخلاقية وتقنية في الأفق
ورغم البعد المثير لهذا الابتكار، إلا أن البعض يرى أن تحويل الأحلام إلى صور قد يثير تحديات أخلاقية تتعلق بالخصوصية، واستخدام البيانات العقلية في مجالات لا تزال غير محددة. كما أن طبيعة الأحلام، التي تتسم بالغموض والانسيابية، قد تجعل ترجمتها إلى صور مرئية أمرًا يحتاج إلى تطويرات أكثر دقة في المرحلة المقبلة.
لكن الفريق المطوّر يرد على هذه المخاوف بتأكيده أن الجهاز يعمل بناءً على إدخال المستخدم الشخصي فقط، ولا يقوم بتسجيل الأحلام بشكل تلقائي أو دون إذن، مما يُطمئن المستخدمين بشأن سلامة بياناتهم وخصوصيتهم.
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.
0 تعليق