ضغوطات دولية تجبر الجزائر على التخلص من البوليساريو وقيادي منشق عن الجبهة يكشف كل المستور - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: ضغوطات دولية تجبر الجزائر على التخلص من البوليساريو وقيادي منشق عن الجبهة يكشف كل المستور - تليجراف الخليج اليوم الخميس 22 مايو 2025 06:43 مساءً

"ليست صدفة أن يستعرض غالي قواته في تندوف، ولا من قبيل الروتين أن يظهر شنقريحة في المنطقة في اليوم الموالي تحت غطاء التفتيش العسكري.. إنها رسائل مشفّرة، موجهة بعناية للعالم، عنوانها أن البوليساريو لا يزال حيًّا يُرزق، وأن الجزائر ليست في موقع من يتلقى التعليمات الدولية بصمت".

 بهذه العبارات الواضحة اختزل "مصطفى سلمى ولد سيدي مولود"، القيادي السابق في جبهة البوليساريو، المشهد الذي طبع الذكرى الثانية والخمسين لانطلاق العمل المسلح للجبهة في 20 ماي الجاري، حين تحولت المناسبة إلى استعراض عسكري استثنائي غير معتاد، تزامن بشكل لافت مع سلسلة تحركات جزائرية لا تقل رمزية.

ما يثير الانتباه بحسب ما أوضحه "مصطفى سلمى" عبر تدوينة نشرها على حسابه الفيسبوكي، هو توقيت هذه التحركات والسياق الدولي الذي تندرج فيه. فالعالم لم يعد يناقش مستقبل الصحراء في ضوء الأطروحات القديمة، بل بات الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الطرح الوحيد الذي يحظى بالزخم والدعم الحقيقيين. في المقابل، تجد الجزائر نفسها مضطرة إلى إعادة صياغة تموقعها من الملف، لا بالتراجع العلني، بل عبر رسم مسافة شكلية بينها وبين البوليساريو، محاولةً بذلك أن توهم المجتمع الدولي بأن الجبهة تتحرك بإرادتها المنفصلة، وأن الجزائر لا تتدخل في خياراتها، رغم أن كل المؤشرات الميدانية والسياسية تقول العكس.

ووفق منظور المتحدث ذاته، فإن استعراض الجبهة لقواتها، وما تلاه من زيارة مفاجئة لرئيس الأركان الجزائري إلى تندوف، ليست سوى طريقة مزدوجة لإرسال رسالة أولى للفاعلين الدوليين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، مفادها أن البوليساريو لا تزال قائمة ككيان مسلح ومنظم، وأن من أراد الحديث عن حل النزاع عليه أن يخاطب تندوف، لا قصر المرادية. أما الرسالة الثانية فهي لا تقل وضوحًا، وتتمثل في التحذير من عواقب دمج البوليساريو قسرًا في النسيج المغربي، إذ تعتبر الجزائر – وفق قراءة سلمى – أن أي حل مفروض من الخارج ستكون له تداعيات أمنية تتجاوز حدود الإقليم.

كما أشار "مصطفى سلمى" أيضا إلى أن هذه الرسائل لم تعد تجد من يصغي لها بنفس الاهتمام السابق. فالمبادرة المغربية باتت تلقى دعمًا متناميًا من عواصم القرار، والرهان على "تقرير المصير" يتآكل سياسيًا ودبلوماسيًا. وأمام هذا التراجع، يرى المتحدث ذاته أن الجزائر تسعى إلى لعب ورقة الرمزية، تتمثل في صورة "سيلفي" التقطها وزير خارجيتها مع وزير خارجية البوليساريو في بروكسل، مراسم وداع رسمية لسفير الجبهة المعيّن وزيرًا، وتحركات ميدانية في الناحية العسكرية الثالثة، كلها مشاهد تهدف إلى صناعة مشهد استقلالي للجبهة، وكأنها تتصرف بعيدًا عن التأثير الجزائري المباشر.

لكن، وكما يلاحظ "مصطفى سلمى"، فإن هذه المحاولات لا تغير من جوهر الواقع، لسبب بسيط، كون الجزائر لا تزال المقر، والمموّل، والموجّه، وهي اليوم في مأزق واضح أمام تزايد التأييد العالمي للمقترح المغربي، مما يجعلها مضطرة لاختلاق هذا الجدار الوهمي بينها وبين الجبهة، في إشارة إلى جدار سياسي أكثر منه عسكري، هدفه حماية صورة الجزائر في المحافل الدولية، دون أن تضطر إلى دفع كلفة التراجع الصريح عن مواقفها القديمة.

كما شدد المتحدث ذاته على أن هذا التكتيك الجزائري ما هو إلا المناورة تروم المراهنة على الوقت، وزرع الشكوك حول جدوى الحكم الذاتي. لكن في النهاية، وكما يقول "مصطفى سلمى"، فإن الواقع الجديد يفرض نفسه. لم تعد عبارات "تقرير المصير" تملأ قاعات الأمم المتحدة، ولم تعد الجبهة تملك مفاتيح المفاوضات. والجزائر، وهي تحاول الحفاظ على نفوذها الرمزي في الملف، تدرك أنها تخسر أوراقها الواحدة تلو الأخرى، وتخشى من لحظة يُطلب منها أن تكون طرفًا مباشرًا في الحل، لا مجرد "داعم من الخلف".

وحتم القيادي السابق في الجبهة الانفصالية بالتأكيد على أن ما يجري اليوم في تندوف، سواء بالسلاح أو بالكاميرا، هو انعكاس لصراع أعمق تخوضه الجزائر، ليس ضد المغرب فقط، بل ضد التحول الدولي الذي لم يعد يقبل بتجميد النزاع لعقود أخرى. وبينما تحاول رسم مشهد جديد يوحي بأن الجبهة كيان مستقل، فإن الحقائق الميدانية تُثبت العكس، وتؤكد أن كل الطرق لا تزال تمر عبر الجزائر، وإن تغيّرت واجهات الخطاب.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق