نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: 7 أيام تفصل الخرطوم عن حدث عظيم - تليجراف الخليج اليوم الخميس 29 مايو 2025 11:25 مساءً
متابعات – تليجراف الخليج
توقّع وزير الصحة بولاية الخرطوم الدكتور فتح الرحمن محمد الأمين، أن تتم السيطرة على انتشار الكوليرا في الولاية مع اقتراب عيد الأضحى، وأكد أن عدد حالات الإصابة بالمرض بدأ في التراجع بشكل واضح، متوقعًا انخفاضها بصورة كبيرة خلال سبعة أيام، رغم صعوبة الأوضاع الصحية والمعيشية في الولاية جراء الحرب.
تحديات الكهرباء والمياه ما تزال قائمة
ورغم عودة خدمات الكهرباء والمياه إلى بعض مناطق ولاية الخرطوم، إلا أن الوزير أشار إلى أنها لم تستعد كفاءتها الكاملة، كما أن المياه لا تزال غير صحية بنسبة تامة. وأكد أن هناك نزوحًا مستمرًا، ومصابين يعانون أوضاعًا معيشية بالغة الصعوبة، موضحًا أن الولاية لم تصل بعد إلى مرحلة استقرار صحي شامل.
بداية المرض من كوستي وامتداده للخرطوم
أوضح وزير الصحة أن مرض الكوليرا ظهر قبل ثلاثة أشهر في مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض، وهي منطقة خالية من النزاعات ومتجاورة مع دولة جنوب السودان، مرجّحًا أن يكون مصدر المرض من الجوار الحدودي. وذكر أن الكوليرا انتشرت في شمال النيل الأبيض، وهي منطقة متاخمة لولاية الخرطوم، إلا أن الأعراض كانت غير واضحة ولم يُشخّص المرض في البداية بشكل دقيق، وظهرت في صورة “إسهالات مائية” فقط.
دور النزوح القسري وممارسات المليشيا في انتشار الكوليرا
وأشار الوزير إلى أن النزوح الكثيف كان أحد الأسباب الرئيسة في تفشي المرض، خاصة بعد تحرير مناطق “الصالحة” و”الجموعية”، حيث انتقل النازحون من شرق النيل الأبيض إلى غربه، وفي ذات الوقت أجبرت مليشيا الدعم السريع المواطنين على شرب مياه غير صالحة للاستخدام الآدمي، مما فاقم من خطورة الوضع الصحي.
وبيّن الوزير أن ذلك أدى إلى انتشار كثيف للمرض في مناطق أم درمان وكرري وأمبدة، مؤكداً أن وزارة الصحة تدخلت سريعًا في منطقة جبل أولياء، وتم حصر الحالات هناك.
11017 إصابة و23 حالة وفاة.. والمؤشرات تتحسن
قال الدكتور فتح الرحمن إن عدد الإصابات في أم درمان وحدها بلغ 11017 حالة، إلا أن عدد الوفيات بدأ في التناقص، حيث انخفض من 40 إلى 35، والآن وصل إلى 23 حالة وفاة فقط، ما اعتبره مؤشراً إيجابيًا على نجاح التدخلات الصحية.
وأوضح الوزير أن استهداف مليشيا الدعم السريع لمحطات الكهرباء والمياه، إلى جانب النزوح الواسع والدمار الذي طال البنية التحتية، جعل الناس يعيشون في ظروف بدائية للغاية، ما أدى إلى تفشي المرض على نطاق واسع.
جهود مكثفة لإنقاذ الوضع الصحي
استعرض الوزير جهود الوزارة في مكافحة الكوليرا، مشيرًا إلى أنهم أنشأوا 15 غرفة عزل تم دعمها بالمحاليل الطبية والكادر الصحي المؤهل. وأكد أن التدخلات المجتمعية شملت محاربة الذباب وتحسين الغذاء والشراب.
وقال إن حالات الإصابة بدأت تتناقص، فبعدما كان المرضى يصلون إلى مراكز العلاج جماعات، أصبحوا يأتون فرادى، مما يعكس تحسنًا في معدلات الانتشار. وأكد أن مقارنة عدد حالات الدخول والخروج والوفيات توضح وجود نتائج ملموسة وإيجابية على الأرض.
نفي وجود تسمم كيميائي.. والاتهامات جزء من الحرب
ردًا على ما تردد بشأن احتمال وجود تسمم كيميائي، نفى وزير الصحة هذه المزاعم تمامًا، مؤكدًا أن كل الأعراض التي ظهرت على المصابين تتطابق مع أعراض الكوليرا، وهي الإسهال والاستفراغ، وأنه لم ترد إليهم أي مؤشرات على وجود مواد سامة، مؤكدًا أن هذه الاتهامات هي جزء من الحرب الإعلامية والنفسية.
تعاون اتحادي ودولي لمواجهة الكارثة الصحية
أوضح الوزير أن حكومة الولاية كانت أول من تصدى للوباء، وبعد زيادة عدد الحالات وتوسع النزوح، تدخلت الحكومة الاتحادية والمنظمات الدولية، وكان هناك تعاون كبير في سبيل الحد من انتشار المرض. وأشار إلى أن السلطات قامت بتطعيم المواطنين في 4 محليات، وبدأت بمحلية جبل أولياء، ولم يتبق سوى ثلاث محليات لتكتمل حملة التطعيم وتتم السيطرة الكاملة على المرض.
رسالة إنسانية وسياسية
أعرب الوزير عن أسفه لما وصفه بـ”تسييس المرض”، قائلاً إن الكوليرا هي ظاهرة إنسانية تُعد من نتائج الحرب السلبية، وأضاف: “يمكننا أن نختلف سياسيًا، لكن لا ينبغي أن يكون ذلك على حساب صحة الناس”.
وأكد أن الهدف الأول يجب أن يكون حماية المواطن من الأوبئة والمرض، بصرف النظر عن الخلافات، موضحًا أن الوضع الصحي في الولاية الآن أفضل بكثير مما كان عليه في السابق.
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.
0 تعليق