أطلق مسؤولو الصحة في المملكة المتحدة تحذيرات جدية بشأن انتشار فطر خطير يُعرف باسم "الكانديدا أوريس"، وسط قلق متصاعد من تهديده المتزايد لصحة الإنسان، خاصةً في المستشفيات ومرافق الرعاية الصحية. هذا الفطر، الذي وُصف بأنه "تهديد خطير للبشرية"، يتميز بقدرته على البقاء لفترات طويلة على الجلد والأسطح، ومقاومته العالية للأدوية والمطهرات.

ويُعد الفطر من الأنواع التي قد تُسبب عدوى مميتة إذا ما دخل الجسم عبر الجروح أو الأدوات الطبية. إذ يمكن أن تنتقل العدوى إلى الدم، أو تصل إلى الدماغ والحبل الشوكي والعظام وحتى الجهاز التنفسي، مسببة مضاعفات قد تنتهي بالوفاة. وتُشير بيانات حديثة إلى تسجيل أكثر من 2200 حالة عدوى فطرية خلال عام واحد في بريطانيا، من بينها حوالي 200 إصابة بالكانديدا أوريس، مقارنة بـ637 حالة فقط خلال العقد الماضي بأكمله.

ويستهدف هذا الفطر بشكل خاص المرضى ذوي المناعة الضعيفة، والمقيمين لفترات طويلة في المستشفيات أو وحدات العناية المركزة، وكذلك من خضعوا لجراحات معقدة أو تلقوا مضادات حيوية قوية. كما تشمل قائمة الفطريات المقلقة أنواعاً أخرى مثل المبيضات البيضاء والرشاشيات، التي تزداد مقاومة لعلاجاتها، ما يحد من فعالية الأدوية التقليدية.

ويحذر الأطباء من أن فطر الرشاشيات، الموجود في الهواء والتربة، أصبح ينتشر بسرعة أكبر بفعل التغير المناخي، مما يفاقم خطر الإصابة بأمراض تنفسية مميتة نتيجة نمو الفطريات داخل الرئتين. ومع تزايد مقاومة هذه السلالات للأدوية، تتزايد الحاجة إلى يقظة طبية مشددة واتخاذ إجراءات صارمة للحد من تفشي هذه العدوى القاتلة.