ثقب أسود بسرعة الضوء يهز أوساط الفيزياء الفلكية - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: ثقب أسود بسرعة الضوء يهز أوساط الفيزياء الفلكية - تليجراف الخليج اليوم الأربعاء 25 يونيو 2025 11:55 مساءً

إذا كنت يوماً ما قد تساءلت عن شكل الثقب الأسود لكنك لم تستطع تصوّره ذهنياً، فلا داعي لذلك بعد الآن، حيث أعلنت وكالة ناسا، بالتعاون مع "تلسكوب أفق الحدث"، عن أول صورة مباشرة لثقب أسود في التاريخ.

وكشفت المؤسستان أن الثقب الأسود المعروف باسم "M87"، وهو ذاته الذي أصبح رمزاً فلكياً في عام 2019، يدور بسرعة مذهلة تبلغ 80% من الحد الكوني، وينطلق بسرعة تصل إلى 240,000 كيلومتر في الثانية.

حين نقول إن الثقب الأسود يدور بسرعة 80% من الحد الكوني، فنحن نتحدث عن سرعة تفوق قدرة العقل البشري على الاستيعاب؛ كأنها دوّامة مجرّية تبتلع كل ما يقترب منها.. وتصف العالمة الفيزيائية الفلكية، روث ديلي، من جامعة ولاية بنسلفانيا، ذلك قائلة: "إنه ليس مجرد كتلة ضخمة، بل قوة تُعيد تشكيل كل ما حولها".

سرعة الدوران هذه تجعل من "M87" أوضح مثال على الكيفية التي تشوّه بها الجاذبية الشديدة نسيج "الزمكان"، وهو أمر لم يُفهم بهذا الوضوح من قبل.

يُدهش هذا الثقب الأسود العلماء لأسباب أخرى أيضاً.. بسبب قوة تيارات البلازما التي يطلقها وترصدها باستخدام تلسكوبات ناسا، وتتكوّن من جسيمات تتحرك بسرعة تقارب سرعة الضوء، ما يجعلها تؤثر مباشرة في تشكّل المجرات.

تخيّل ثقباً أسود يدور بسرعة أكبر، يبتلع مادة أكثر، وتتحول طاقة الدوران هذه إلى وسيلة لاستمرار جمع المادة.. فكلما تسارع، زادت قدرته على "التهام" محيطه.

24 مليار ميل

هذه ليست الأرقام المذهلة الوحيدة؛ إذ يبلغ قطر هذا الثقب الأسود نحو 38.9 مليار كيلومتر، أي ما يعادل تقريبًا 3000 ضعف قطر الأرض، وعدة مرات أكبر من كوكب بلوتو.

ويحتوي "M87" على ما يعادل 6.5 مليارات كتلة شمسية، وله القدرة على تشويه "الزمكان" في أي اتجاه، ما يعني أنه، وعبر ابتلاعه لسُحب الغبار، يمنع تشكّل النجوم الجديدة بسرعة، ويحافظ على توازن حراري نسبي في مجرته.

رصد

السر في رصد الثقوب السوداء يكمن في مراقبة ما يحدث حولها، في حالة "M87"، درس العلماء الثقب عبر نفاثات الطاقة التي يقذفها، والوهج الناتج عن المادة قبل أن تُبتلع مباشرة.. بعنى أننا لا نرى الثقب نفسه مباشرة، بل نراه من خلال آثاره.

ورغم أنه لا يُصدر ضوءاً، فإن تلسكوبات ناسا، باستخدام تقنيات مثل الأشعة تحت الحمراء، تمكّنت من رؤيته من كوكبنا، باستخدام "أفق الحدث" وهو عبارة عن شبكة عالمية تربط بين تلسكوبات راديوية تمتد من هاواي إلى القطب الجنوبي، وعندما تتزامن، فإنها تخلق دقة تعادل دقة تلسكوب بحجم الأرض، قادرة على تصوير "ظل" الثقب الأسود ورصد تقلبات الضوء المحيط به خلال أجزاء من الألف من الثانية.

وبينما يلتقط "أفق الحدث" الترددات الراديوية، يسجّل تلسكوب "جيمس ويب" الأشعة تحت الحمراء من المناطق المغبرة المحيطة، ويسمح دمج هذه البيانات متعددة الأطوال الموجية للعلماء بإعادة تركيب درجات الحرارة والسرعات وتركيبة البلازما المغذية للثقب الأسود.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق