نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: «همة» برنامج واقع معزز ينمّي مهارات طلاب «التوحد» - تليجراف الخليج اليوم الأربعاء 25 يونيو 2025 11:55 مساءً
أحدث برنامج «همة» التعليمي، الذي ابتكره وطبّقه معلم التربية الخاصة مؤمن محسن، بإحدى المدارس الحكومية تحولاً لافتاً في طريقة التعامل مع احتياجات طلبة التوحد، بعدما وظف تقنية الواقع المعزز «AR» لتحويل الحصص التقليدية إلى تجارب حسّية تفاعلية تستنهض حواس الطالب وتزيد قدرته على الانتباه.
وطبق البرنامج على 10 طلاب من فئة التوحد وقصور الانتباه فجاءت النتائج مشجعة، إذ رصد تحسناً ملحوظاً في مفرداتهم اللغوية، ومخارج الحروف، وفترات الانتباه، إلى جانب تعزيز مهارات التعلّم الذاتي لديهم.
ويتكوّن برنامج «همة» من 68 بطاقة تعليمية صُمّمت بعناية لدمج عناصر بصرية ثلاثية الأبعاد مع مؤثرات صوتية محفّزة، وبمجرد أن يمرّر الطالب الجهاز الذكي فوق البطاقة، ينبثق مجسَّم متحرك يدل على محتوى البطاقة مع نطق الكلمة المستهدفة، فيربط الطالب فوراً بين الصورة والصوت والمعنى.
وأوضح مؤمن محسن أن الفكرة انطلقت من ملاحظته حاجة الطلاب إلى أدوات تنشيط حسّي مباشر، وقال: اعتمدت على التغذية الراجعة الفورية من طلابي، فكل إضافة للبطاقات أو تعديل على المؤثرات الصوتية كان يستند إلى استجابتهم داخل الصف.
وهذا ما ضمن أن يكون المحتوى ملائماً للفروق الفردية، وخلال أربعة أسابيع من تطبيق هذا البرنامج، سجل المعلم زيادة متوسط زيادة في فترة انتباه الطلاب، كما تمكن ستة طلبة من نطق كلمات جديدة للمرة الأولى.
وأضاف إن التقنية وحدها ليست كافية، لا بد من معلم يؤمن بقدرة الطالب على التطور، ويعرف كيف يحول كل تجربة رقمية إلى نجاح شعوري يُشجّع الطفل على المواصلة.
ومن أجل توسيع أثر المبادرة، نظم محسن ثلاث ورش تدريبية على مستوى النطاقات التعليمية، شرح خلالها آليات دمج البطاقات في الخطة اليومية، وأساليب رصد التقدم بلغة معيارية قابلة للقياس.
مفيداً بأن «همة» حصد إشادة واسعة من المعلمين والمشرفين التربويين الذين حضروا الورش، واعتبروه حلقة وصل حقيقية بين التعليم الدامج والرؤية المستقبلية لتقنيات الواقع المعزز.
وأكد مؤمن محسن أن الجمع بين المحفزات البصرية والسمعية يخاطب أنماط التعلم المتنوعة لدى الطلاب أصحاب الهمم ويختصر مسافات كبيرة للوصول إلى النطق الصحيح.
مشيراً إلى أن «همة» يقدّم بنك كلمات مصورة يمكن تحديثها دورياً لإغناء حصيلة الطالب وفق تقدمه الفردي، وبين أن هذه الاستراتيجية تدعم انتقال الطالب من التعلم المعتمد على التلقين إلى التعلم الذاتي، وهو ما يتوافق مع أفضل الممارسات العالمية.
وعلى صعيد الخطط المستقبلية، أكد مؤمن محسن أنّه يعمل بالتعاون مع فريق من المتخصصين على توسيع محتوى البطاقات ليشمل مهارات اجتماعية، ومفاهيم رياضية أساسية، بل وتمارين لغوية تعتمد على سرد قصصي قصير يحاكي مواقف الصف والحياة اليومية.
وأكد أن معلم التربية الخاصة لا يمكن أن يكتفي بالوسائل التقليدية، بل لا بد أن يكون مبتكراً بطبعه، باحثاً عن حلول تعليمية غير نمطية، تتماشى مع تنوّع احتياجات الطلبة من أصحاب الهمم. وقال: كل طالب حالة خاصة.
وما يصلح لأحدهم قد لا يُناسب الآخر، ولهذا فإن المعلم المبدع هو الذي يطوع أدوات التكنولوجيا ويعيد تصميم المحتوى وفق الاستجابة الفردية للطالب، ويجرّب دون خوف من الخطأ.
وأضاف أن الابتكار في هذا السياق ليس ترفاً بل ضرورة، لأن فئة التوحد على وجه الخصوص تحتاج إلى بيئة تعليمية محفزة، تتجاوز الكتاب والسبورة، وتدمج الصورة والصوت والحركة في وقت واحد.
0 تعليق