نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: لماذا يخاف السرطان من القلب؟ - تليجراف الخليج اليوم الأحد 27 يوليو 2025 01:21 صباحاً
متابعات- تليجراف الخليج
يُعد سرطان القلب من أندر أنواع السرطانات عالميًا، حيث تشير الإحصائيات إلى أن نحو 3 فقط من كل 10 آلاف شخص قد يُصابون به، مقارنة بسرطانات أكثر شيوعًا مثل سرطان الثدي، الذي يُصيب واحدة من كل 20 امرأة.
ورغم خطورة السرطان عمومًا، إلا أن ما يجعل سرطان القلب موضوعًا مثيرًا للدهشة هو ندرته الشديدة ومقاومة خلايا القلب الطبيعية لنمو الخلايا السرطانية، مما يثير التساؤل حول سرّ هذه المقاومة الفريدة التي يتمتع بها القلب مقارنة بباقي الأعضاء.
السر الكامن في خلايا القلب
بحسب عالمة الأحياء جولي فيليبي، المتخصصة في الجهاز القلبي الوعائي، فإن السبب الأساسي في ندرة سرطان القلب يرجع إلى خصائص خلايا القلب الفريدة، التي تجعلها شديدة المقاومة للتحولات السرطانية.
وتقول فيليبي، في مقال نُشر على منصة “ذا كونفرسيشن”، إن خلايا القلب نادرًا ما تنقسم مقارنة بخلايا الأعضاء الأخرى، وبالتالي تقل فرص حدوث الطفرات الجينية التي تؤدي عادةً إلى السرطان.
كيف تبدأ الإصابة بالسرطان؟
لفهم السبب بعمق، من الضروري فهم آلية نشوء السرطان. إذ يحدث السرطان عادةً عندما تنقسم خلايا الجسم بصورة غير طبيعية نتيجة طفرات تصيب الجينات المسؤولة عن تنظيم الانقسام الخلوي.
وأثناء الانقسام، يتم نسخ الحمض النووي (DNA) في كل خلية وتوزيعه على الخليتين الجديدتين. وإذا حدث خلل في هذا النسخ — سواء بسبب التعرض للمواد الكيميائية أو الأشعة الضارة أو حتى بشكل عشوائي — فقد تُصاب الجينات المسؤولة عن تنظيم النمو، ويؤدي ذلك إلى تطور الأورام السرطانية.
القلب.. عضو لا يحب الانقسام
من بين جميع أعضاء الجسم، يُعد القلب من أقل الأعضاء نشاطًا في عملية الانقسام الخلوي. وتشير الأبحاث إلى أن القلب لا يستبدل أكثر من 50% من خلاياه طوال حياة الإنسان، ما يعني أن نصف خلايا القلب التي يولد بها الإنسان تستمر في ضخ الدم حتى وفاته.
وهذه السمة تمنحه ميزة كبرى في مقاومة السرطان، لأن قلة انقسام الخلايا تقلل من خطر حدوث الأخطاء الوراثية. لكن في المقابل، فإن هذه المقاومة تجعل القلب أقل قدرة على تجديد نفسه أو التعافي من الأضرار الناتجة عن الأمراض أو التقدم في العمر.
حماية طبيعية من المسببات الخارجية
تشير فيليبي إلى أن القلب محصّن أيضًا بسبب بعده عن العوامل الخارجية المسببة للسرطان، مثل الأشعة فوق البنفسجية التي تؤدي إلى سرطان الجلد، أو الملوثات المستنشقة التي تسبب سرطان الرئة. وبما أن القلب محمي داخل القفص الصدري وغير معرض لهذه المؤثرات، فإن فرص إصابته بالسرطان تقل بدرجة كبيرة.
ورغم كل ذلك… هل يُصاب القلب بالسرطان؟
رغم كل ما سبق من مقاومة طبيعية، إلا أن سرطان القلب قد يظهر، ولكن غالبًا ليس بشكل أولي. وتشير فيليبي إلى أن معظم حالات السرطان التي تُكتشف في القلب تكون نتيجة “الانبثاث”، وهي عملية انتقال خلايا سرطانية من أعضاء أخرى إلى القلب.
فعلى سبيل المثال، يمكن لخلايا سرطانية من الجلد أو الثدي أن تنتقل إلى عضلة القلب، وهو أمر نادر جدًا ولكنه وارد طبيًا.
كما أن هناك أورامًا خاصة بالقلب نفسه، وقد تكون أكثر خطورة من غيرها بسبب موقعها الحساس، وتأثيرها المباشر على وظيفة الحياة الأساسية — أي ضخ الدم.
العلاج بين الأمل والتحديات
يعتمد النجاح في علاج سرطان القلب، كما هو الحال مع باقي أنواع السرطان، على عوامل عدة، من بينها الكشف المبكر والعلاج المناسب والرعاية التلطيفية التي تهدف إلى تخفيف الألم والأعراض، إلى جانب الطب التكميلي الذي يهتم بالعلاقة بين الجسد والعقل والروح.
لكن ما يُميز سرطان القلب أن تشخيصه غالبًا ما يتأخر، نظرًا لندرته وصعوبة اكتشافه في مراحله المبكرة، وهو ما يضع تحديات كبيرة أمام الأطباء والباحثين.
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.
0 تعليق