شهدت الشمس انفجاراً هائلاً من الفئة X1.9، صنّف على أنه الأقوى منذ بداية الدورة الشمسية الحالية، ما أدى إلى اضطرابات واسعة في الاتصالات اللاسلكية، خاصة في مناطق المحيط الهادئ. وبلغ التوهج ذروته عند الساعة 9:50 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، مما تسبب في انقطاع مفاجئ لإشارات الراديو عالية التردد المستخدمة في الملاحة الجوية والبحرية.

وعلى إثر الانفجار، أعلنت مراكز الأرصاد الفضائية أن الإشعاعات الناتجة أيّنت الطبقات العليا من الغلاف الجوي الأرضي بشكل فوري، ما أدى إلى فقدان الاتصال في نطاقات التردد دون 25 ميغاهرتز. وقد أبلغ مستخدمون في جزر هاواي عن اختفاء الإشارات فجأة بعد لحظات من بدء التوهج، في حين لم يُرصد قذف كتلي إكليلي مصاحب، ما يعني غياب تأثيرات مباشرة على شكل شفق قطبي هذه المرة.

في سياق متصل، رُصدت حالة من عدم الاستقرار المغناطيسي في النصف الجنوبي للشمس، بالتزامن مع الانفجار، حيث اهتز خيط مغناطيسي ضخم، مما يُنذر بمزيد من التوهجات خلال الأيام المقبلة. وتُعدّ البقعة الشمسية 4114 مصدر هذا النشاط المكثف، وهي منطقة مشحونة بتعقيدات مغناطيسية معروفة بسلوكها غير المنتظم.

ومن الجدير بالذكر أن الانفجارات من الفئة X تُعتبر الأعلى في مقياس الطاقة الشمسية، وكل تصنيف رقمي إضافي يشير إلى زيادة عشرة أضعاف في شدة الانفجار. وتؤكد البيانات أن هذا الانفجار هو الأشد منذ أشهر، ويُضاف إلى سلسلة من التوهجات الأخيرة التي صدرت من البقعة ذاتها، كان آخرها من الفئة X1.2.

أخيراً، يحذر خبراء الفضاء من أن أي توهجات قادمة مصحوبة بقذف كتلي موجّه نحو الأرض قد تتسبب في عواصف مغناطيسية قوية، تؤثر على الأقمار الصناعية، ونظم التموضع العالمي (GPS)، وحتى شبكات الطاقة. وقد يمتد تأثيرها إلى مناطق غير معتادة، عبر ظهور الشفق القطبي في خطوط عرض منخفضة، وهو ما يدفع العلماء إلى متابعة الوضع عن كثب خلال الأيام المقبلة.