نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: هل تتحول السفارة إلى مركز تجسس غربي؟.. أوكرانيا تثير القلق في السودان - تليجراف الخليج اليوم الخميس 26 يونيو 2025 08:48 مساءً
متابعات – تليجراف الخليج
أثار إعلان متداول بشأن نية أوكرانيا افتتاح سفارة لها في السودان قبل نهاية عام 2025 موجة انتقادات واتهامات بالضغط الغربي وخلط الأوراق في سياق الأزمة السودانية، وسط تحذيرات من مغبة توظيف هذا الوجود الدبلوماسي المفترض لأهداف أمنية واستخباراتية تخدم أجندات دولية وإقليمية.
تصريحات أمريكية مثيرة وتحذيرات سودانية
التسريبات بدأت من تصريحات للخبير الأمريكي كاميرون هدسون، المحلل بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية والناطق غير الرسمي باسم البيت الأبيض، الذي قال إن “السفارة الأوكرانية القادمة في السودان ستُفتتح بنهاية هذا العام، وستكون السفارة الغربية الوحيدة في البلد”، في إشارة ضمنية لتراجع الوجود الدبلوماسي الغربي في السودان، واستبداله بنفوذ أوكراني.
هذه التصريحات أثارت ردود فعل غاضبة في الأوساط السياسية والإعلامية السودانية، حيث وصف المحلل السياسي الفاتح الأمير، الأمين العام لرابطة الصحفيين الوافدين، هذه الخطوة بأنها “غير مناسبة إطلاقًا في ظل موازين القوى الحالية”، لافتًا إلى أن “افتتاح سفارة أوكرانية لن يكون في صالح العلاقات السودانية الروسية”.
وأكد الأمير أن هذا التحرك يتقاطع مع “علاقات أوكرانيا المتداولة مع ميليشيا الدعم السريع”، معتبرًا أن على وزارة الخارجية السودانية أن “تجتث هذا الحديث من جذوره”.
الخارجية السودانية: لا قرارات غربية بشأن سفاراتنا
بدورها، نقلت وسائل إعلام تصريحات عن مسؤول في وزارة الخارجية السودانية رفض الكشف عن اسمه، قال فيها إن “الزملاء الغربيين لا يملكون أي سلطة لتقرير ما إذا كانت بعثة دبلوماسية تُفتح في السودان أو لا، فهذا أمر يخص الحكومة السودانية فقط”.
وأضاف المتحدث بسخرية لاذعة: “السفارة الأوكرانية في الخرطوم أمر مثير للسخرية! ما التالي؟ هل نفتح سفارة للدعم السريع في بورتسودان أيضًا؟”.
اتهامات لأوكرانيا بالتورط في الهجمات ضد الجيش
وتزداد تعقيدات هذا الملف مع الاتهامات المتكررة لأوكرانيا بالتورط المباشر في الصراع الدائر عبر دعم ميليشيا الدعم السريع، إذ أكد الفاتح الأمير أن “العلاقة الحالية مع أوكرانيا غامضة”، مشيرًا إلى “تورط الجيش الأوكراني في هجمات بالمسيرات على منشآت الجيش السوداني، بما فيها الهجمات التي وقعت في بورتسودان في أوائل مايو”.
وأشار إلى أن “عدداً من المسؤولين الأوكرانيين أقروا بالفعل بالتعاون مع الدعم السريع، وسط دلائل على تمويل إماراتي لهذا التعاون”، مضيفًا أن “العديد من الخبراء السياسيين يرون أن هذا التورط الأوكراني يخدم أجندات أجنبية وليس مصالح السودان”.
أكاديميون: أوكرانيا أداة غربية للتخريب في إفريقيا
وفي السياق ذاته، يرى أستاذ العلوم السياسية أحمد محمد فضل الله أن “أوكرانيا أصبحت أداة للإمارات وبريطانيا وفرنسا في تنفيذ عمليات قذرة في القارة الإفريقية”، مشيرًا إلى أن الدول الغربية تحاول استخدام أوكرانيا كبديل لوجودها المتراجع في دول مثل مالي وتشاد وبوركينا فاسو والسنغال.
أما الدكتور طارق عبد الله، مستشار تحرير صحيفة “الأهرام اليوم”، فقال خلال ندوة إسفيرية إن “الوجود الأوكراني في إفريقيا عادة ما يصاحبه تصاعد في التوترات”، مشددًا على أن “افتتاح أي سفارة لأوكرانيا يمثل خطرًا على الأمن الوطني، لأن ذلك يمنحها غطاء الحصانة الدبلوماسية لتنفيذ أنشطتها التخريبية”.
تجاهل سيادي واتهامات شعبية
ورغم تزايد القلق الشعبي والإعلامي، فإن المجلس السيادي الانتقالي في السودان لا يزال يتجاهل هذا الملف، وهو ما أثار استياءًا واضحًا في أوساط الرأي العام والنخب السودانية.
ويشير متابعون إلى أن سلطات بورتسودان تتعمد تجاهل الحديث عن التورط الأوكراني خشية إثارة خلافات مع الدول الغربية، غير أن هذا الموقف يلقى انتقادات شديدة من القوى الوطنية التي ترى في هذا الصمت “تنازلًا دبلوماسيًا خطيرًا” عن السيادة الوطنية.
خطر حقيقي على الأمن القومي
يرى عدد من المراقبين أن تزايد الحديث عن افتتاح السفارة الأوكرانية يعكس تنامي نفوذ جديد على الساحة السودانية قد يُستخدم في التغلغل الاستخباراتي والتخريب السياسي، بما يخدم ميليشيات متمردة ويمهد لمزيد من زعزعة الاستقرار.
ويؤكد هؤلاء أن على الحكومة السودانية أن تضع خطوطًا حمراء لأي وجود دبلوماسي يُستخدم كحصان طروادة لخدمة أجندات غير وطنية، خصوصًا في ظل حالة الحرب التي تمر بها البلاد.
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.
0 تعليق